للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وادفني مُغرَمَ الهوى … بين آسٍ ونَرْجِسِ

كلَّما مرَّ مجلسٌ … أتْبِعيه بمجلس

أَطلِقي ألسُنَ السُّرو … رِ فإنْ جاءَ فاحبِسي

[حديثُ الشِّطرنج:]

وقال الصُّولي: كان المأمونُ قد اقترح في الشطرنج أشياء، وكان يحبُّ اللَّعِبَ بها، وينهى مَن يقول: تَعال [حتى] نلعب، ويقول: حتَّى نتناقل.

[قال الصُّولي:] (١) ولم يكن حاذقًا بها، وكان يقول: أنا أدبِّر أمرَ الدنيا وأَتَّسع لها وأَضيق عن تدبير شِبرَين! يعني رُقعةَ الشِّطرنج. وله فيها أشعار، منها: [من البسيط]

أرضٌ مربَّعة حمراءُ من أَدَمٍ … ما بين إِلْفَينِ معروفَين بالكَرَمِ

تذاكرا الحربَ فاحتالا لها حِيَلًا … من غير أنْ يأثما فيها بسَفك دمِ

هذا يُغير على هذا وذاك على … هذا يُغير وعينُ الحَزْم لم تَنَمِ

فانظرْ إلى فِطَنٍ جالت بمعرفةٍ … في عسكرَين بلا طَبْل ولا عَلَمِ (٢)

وقيل: [إنَّ الأبيات] (٣) لعليِّ بن الجَهم.

دخل أحمدُ بن أبي دؤادَ ويحيى بنُ أكثمَ على المأمون، فأُتي بقَدَح فيه مطبوخ، فعرضه عليهما، فأَبياه، وكان ابنُ أكثمَ يُبيح شُربَه ولا يشربه، ودخل عَمرو بنُ مَسعدة، فدفعه المأمونُ إليه، فقال: واللهِ ما شربتُه قطّ، فأَطرق المأمونُ رأسَه طويلًا ثم رفعها وقال: [من الكامل]

رُدَّا عليَّ الكأسَ ويحكما … لا تدريان الكأسَ ما تُجْدي

لو ذُقتما ما ذقتُ ما مُزِجت … إلَّا بدمعكما من الوَجْدِ

خوَّفتماني اللهَ ربَّكما … وكخيفتَيه رجاؤه عندي

إنْ كنتما لا تشربانِ (٤) معي … خوفَ العقابِ شربتُها وحدي


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) مروج الذهب ٨/ ٣١٦، وتاريخ الإسلام ٥/ ٣٥٧.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).
(٤) في (خ) و (ف): تريان. والمثبت من ديوان أبي نواس ص ١٩٣، والأبيات له.