للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سليمان نَظَرَ تخييرٍ (١) له، فقال سليمان: حدَّثنا حمادُ بن زيد، قال: قال رجلٌ لابن شُبْرُمة: إنِّي أريدُ أن أسألك مسألةً، فقال له: إن كانت مسألتك لا تُضحِك الجليس ولا تُزري بالمسؤول فسل، وإلَّا فلا. قال يحيى: فهابَه القوم، فما نطق أحدٌ منهم بكلمة.

[وحكى الخَطيب عن أبي حاتم الرَّازيّ قال:] (٢) حضرتُ مجلسَ سليمان بن حرب ببغداد، فَحُزِرَ الجمعُ، فكانوا أربعين ألفًا، وكان مجلسه عند قصر المأمون، والمأمون جالسٌ فوق القصر، وبينه وبين النَّاس سترٌ رقيق، وهو خلفه يكتب ما يملي سليمان، وسليمانُ على منبر، وبابُ القصر مفتوح (٣).

وجاءه (٤) رجلٌ فقال: قد ماتَ مولاك فلان، وخَلَّفَ عشرين أَلْف درهم، فقال: فلانٌ -لقريبٍ له- أقربُ إليه منِّي. ولم يأخذ منه درهمًا، وهو محتاجٌ إلى درهم.

وقال [الخطيب: قال أبو حاتم:] كان سليمان يُحدِّث بالمعنى (٥) ولا يدلِّس، وظهرَ من حديثه نحو من عشرة آلاف حديث، وما رأيت في يده كتابًا قطّ، وكان فقيهًا (٦).

وولي قضاء مكَّة فخرج إليها في سنة أربع عشرة ومئتين، فأقام إلى سنة تسع عشرة [ومئتين]، ثمَّ عُزِلَ عنها، فرجع إلى البصرة، فمات بها في ربيع الآخر [سنة أربعٍ وعشرين ومئتين].

سمع خلقًا كثيرًا منهم شعبة، [وجرير بن حازم، والحمادان،] (٧) وروى عنه الإِمام


(١) في (خ) و (ف) و (ب): مختبر، والتصويب من تاريخ بغداد ١٠/ ٤٨، وتهذيب الكمال ١١/ ٣٨٩، وسير أعلام النبلاء ١٠/ ٣٣٢.
(٢) في (خ) و (ف): وقال أبو حاتم الرَّازيّ. والمثبت بين حاصرتين من (ب).
(٣) تاريخ بغداد ١٠/ ٤٥، وكلام أبي حاتم في الجرح والتعديل ٤/ ١٠٨.
(٤) قبلها في (ب): قال: وقال أبو حاتم.
ولم أر الخبر في الجرح والتعديل في ترجمة سليمان بن حرب. وذكره الخَطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٠/ ٤٧ بإسناده إلى المسعريّ.
(٥) قوله: كان سليمان يحدث بالمعنى. ليس من كلام أبي حاتم، بل هو قول الخَطيب البغدادي انظر تاريخ بغداد ١٠/ ٤٨.
(٦) تاريخ بغداد ١٠/ ٤٤، والجرح والتعديل ٤/ ١٠٨.
(٧) في (خ) و (ف): وغيره. والمثبت بين حاصرتين من (ب).