للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما هذا؟ فقال: أُجبرت، قال: فهب أنَّك أُجبرت، من أجبرك على أن تحسن الغناء (١)؟

[ذكر وفاته:

قال الصوليُّ: مات أبو دُلف ببغداد في هذه السنة.

وقال الخَطيب:] (٢) حدَّث عن هُشيم بن بشير، وروى عنه الهيثمُ بن زياد.

[وروى الخَطيب بإسناده إلى] دُلَف ابن أبي دُلَف [العجليِّ قال:] لمَّا مات أبي رأيتُ في المنام [كأنَّ] آتيًا أتاني فقال: أحب الأمير، فقمتُ معه، فأدخلني دارًا وَحْشَةً وعرةً، حيطانها سود، فصعد بي إلى غرفةٍ، فأدخلني إيَّاها، وإذا في حيطانها أثرُ النيران، وفي أرضها رماد، وإذا بأبي عريان، واضع رأسَه بين ركبتيه، فقال [لي] كالمستفهم: دُلَف؟ قلتُ: نعم، أصلح الله الأمير، فقال: [من الخفيف]

أَبْلِغَنْ أهلَنا ولا تخفِ عنهم … ما لَقينا في البرزخ الخَنَّاقِ

قد سُئلنا عن كلِّ ما قد فَعَلنَا … فارحموا وحدَتي (٣) وما قد ألاقِي

أفهمت؟ قلت: نعم، فقال: [من الوافر]

ولو أنَّا إذا مِتْنَا تُرِكنا … لكانَ الموتُ راحةَ كلِّ حيِّ

ولكنَّا إذا مَتْنَا بُعِثنا … ونُسألُ بعده عن كلّ شيِّ

[ثم قال:] انصرف، قال: فانتبهت.

[وفيها تُوفِّي]

منصور بن عمَّار بن كثير

أبو السريِّ، الواعظُ الخراسانيّ، وقيل: البصريّ، [وقال أبو عبد الرَّحمن السُّلمي:] (٤) هو من أهل مرو، من قريةٍ يقال لها: دَنْدانَقان، وقيل: هو من أَبِيوَرْد،


(١) من قوله: قال المتعصم يومًا لأحمد … إلى هنا. ليس في (ب). وانظر الخبر في تاريخ بغداد ١٤/ ٤١٤ - ٤١٥، وتاريخ دمشق ٥٨/ ٣٣٨ - ٣٣٩.
(٢) في (خ) و (ف): وكانت وفاته ببغداد، والمثبت بين حاصرتين من (ب).
(٣) في تاريخ بغداد ١٤/ ٤١٥، وتاريخ دمشق ٥٨/ ٣٤٠: وحشتي.
(٤) في (خ) و (ف): وقيل. وما بين حاصرتين من (ب).