للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أنَّني لا مائلٌ بعداوةٍ … عليكَ ولا صَبٌّ إلى الودِّ جانحُ

نعانيَ ناعٍ حين يطمعُ صاحبي … يرى الشرَّ (١) في وجهي له وهو كالحُ

حَدَّث العتبيّ عن سفيانَ بن عيينة وغيره، وروى عنه أبو حاتم السجستاني وغيره،

وكان ثقة (٢).

[محمد بن مصعب]

أبو جعفر البغدادي (٣)، كان أحد العبَّاد المذكورين، والقرَّاء المعروفين، أثنى عليه الإمام أحمد رحمة الله عليه، ووصفَهُ بالسُّنَة، وقال: كان رجلًا صالحًا، يقصُّ في المسجد ويدعو، وربما كان ابن عُلَيَّة يجلسُ إليه فيسمعُ دعاءَه، جاءني وكتب عني أحاديث، ثمَّ كان يقول: يا رب أخبئني [تحت] (٤) عرشك.

وقال: ويحكِ يا نفس ابنِ مصعب، من أين لك في النار برَّادة (٥)؟ ثم رفعَ صوته وقرأ: ﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ﴾ [الكهف: ٢٩].

وكان مجاب الدعوة، بلغَ المأمونَ عنه شيءٌ فأمرَ بحبسِه، فلمَّا دخله رفعَ رأسه إلى السماء وقال: أقسمتُ عليكَ إنْ حبستَني عندهم الليلة. فأُخْرجَ في جوف الليل، فصلَّى الغداةَ في منزله.

وتوفي ببغداد.

أسندَ عن ابن المبارك وغيره. ورَوى عنه ابن سام (٦) وغيره، واتَّفقوا على صدقه وثقته.


(١) في اعتلال القلوب ص ٣٢٢ - والأبيات فيه-: البشر.
(٢) لم أقف على من وثَّقه، بل ذكروا عنه أنه كان مستهترًا بالشراب. انظر وفيات الأعيان ٤/ ٣٩٨، والوافي بالوفيات ٤/ ٥. فلعل المصنف أراد أنه ثقة في الأخبار والأدب.
(٣) اشتهر بأبي جعفر الدَّعَاء.
(٤) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد ٤/ ٤٥٢.
(٥) قال محمد بن مصعب ذلك عندما وضعت برَّادة سمع صوتها، فشهق وصاح وقال …
والبرَّادةُ: إناءٌ يبرِّدُ الماء. القاموس (برد).
(٦) في (خ) و (ف): ابن بسام. والتصويب من تاريخ بغداد ٤/ ٤٥١ وانظر الترجمة فيه.