للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الَّذي رَوَى أنَّ إسلامَ جرير كان بعد نزولِ المائدة، وعامَّةُ المحدِّثين على صدقِه وثقتِه، إلَّا أنَّ أبا خيثمةَ قال: كان يُرْمَى بالقدر (١).

[محمد بن يحيى بن حمزة]

قاضي دمشق وابن قاضيها، وليَ قضاءَها مدَّة المأمون وبعضَ خلافة المعتصم.

وهو كان سببَ الفتنة بين القيسية واليمانية، كانت لمحمد بن بيهس بنتٌ، فخطَبها جماعةٌ من أكفائها، فامتنعَ أبوها من تزويجها، فأرسلت إلى القاضي تشكو أباها، فزوَّجَها القاضي على كرهٍ من أبيها، وكان القاضي يسكنُ بيت لِهْيا، فجمعَ محمد بن بيهس القيسيَّة لهدمِ بيت لِهْيا، وجمع القاضي اليمانية، وامتنعَ بهم، فنشبت الحربُ بينهم خمسَ عشرة سنة، حتَّى وصل عبدُ الله بن طاهر إلى دمشق، ولما عادَ من مصر أخذَ ابنَ بيهس معه إلى بغداد، فسكنت الفتنة (٢).

[مخارق المطرب]

أبو المهنَّا، قدمَ دمشق مع المأمون، وحكى عنه وعن الرشيد والمعتصم وغيرهم، وقال: خدمتُ إبراهيمَ المَوْصليَّ مدَّةً، وقلت له يومًا: ألا توصلني إلى الرشيد، قال: بلى، فأوصلني إليه، وكان الرشيدُ يضربُ بينه وبين المغنيِّن ستارةً، فغنَّى ابنُ جامع وغيره، فما طرب (٣)، فغنَّيتُ فقطعَ الستارة وخرج، فقال: يا غلام إلى هاهنا فأقعدني معه على السرير (٤) وأعطاني ثلاثينَ ألف درهم، ثمَّ أضعفَها لي المأمون.

وقال: خرجَ المأمونُ يومًا وأنا عنده، فقال: يا مخارق غَنِّ بهذين البيتين، فغنيت بهما، وهما: [من الطويل]


(١) انظر ترجمته أيضًا في المنتظم ١١/ ١٧٢، وسير أعلام النبلاء ١٠/ ٦٥١.
(٢) ترجم لمحمد بن يحيى بن حمزة الحافظُ بن عساكر في تاريخ دمشق، كما في مختصره لابن منظور، ووقع في تاريخ دمشق خرمٌ في هذا الموضع، أشارت إليه محققته السيدة سكينة الشهابي رحمها الله في مقدمة الجزء الخامس والستين من طبعة مجمع اللغة العربية، وانظر تاريخ الإسلام ٥/ ٩٣٤.
(٣) في تاريخ دمشق ٦٦/ ٣١٠ (طبعة مجمع اللغة)، والأغاني ١٨/ ٣٣٩ أن غناء ابن جامع أعجب الرشيد إعجابًا شديدًا.
(٤) في تاريخ دمشق أنَّه أقعده تحت السرير.