للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكلُّ مخلوقٍ يموت، [وإذا مات في شعبان، فمن يصلِّي بالناس في رمضان]، فوجم الواثق وقال: خذها من غير فقيه، ورجع عن قوله (١).

[وعاش عبَّادة إلى أيام المتوكِّل] (٢).

واختلفوا في سببِ وفاة الواثق، فقال قومٌ: كانَ كثيرَ الأكل على غير نقاء، ففسدت معدتُه، وكان يُحملُ إليه من بطيخ مَرْو فيكثر الأكل [منه]، فاستحال في جوفه، فكان سببَ وفاته.

وقال الطبري: [حكى لي جماعةٌ من أصحابنا أنَّ علَّتَه التي توفيَ فيها كانت علَّةَ الاستسقاء،] (٣) فعولجَ في تَنُّورٍ مسخَّنٍ، فوجدَ لذلك راحةً [وخفَّةً]، فأمرهمْ من غير (٤) ذلك اليومِ بالزيادةِ في إسخان التنُّور، ففعلُوا، وقعد فيه أكثرَ من [قعوده في] اليوم الذي قبله، فحمِيَ عليه، فأخرِجَ منه، وصُيِّرَ في محفَّةٍ، وحضرهُ الفضلُ بن إسحاق الهاشميّ وعمر بن فرج الرُّخَّجيّ وابنُ الزيَّات وابنُ أبي دؤاد، فلم يعلمُوا بموتِه حتى ضَربَ بوجهه المحفَّة، [فعلمُوا أنَّه قد مات. هذا صورةُ ما ذكره الطبريُّ (٥).

قلت: وقد ذكر أبو المتوكل (٦) بما هو أتم من هذا، حدثنا غيرُ واحدٍ عن عبد الملك بن القاسم الكروخي بإسناده إلى أبي المتوكل قال:] كان الواثقُ يحبُّ النساءَ وكثرةَ الجماع، بعثَ [يومًا] إلى ميخائيل الطبيب، فدخلَ عليه وهو نائمٌ في فرشه (٧) وعليه قطيفة خزّ، فقال: يا ميخائيل، أريدُ دواءً للباه، فقال [له:] يا أميرَ المؤمنين، اتَّقِ الله في نفسك [وبدنك]، فإنَّ الجماعَ يهدُّ البدنَ ويضعف النفس، [و] لا سيما إذا تكلَّفَه الرجل، فقال له: لا بدّ، ثم رفعَ القطيفة وإذا بينَ فخذيه وصيفةٌ قد ضمَّها [إلى نفسه،


(١) انظر القصة بنحوها في عقلاء المجانين ص ٤١، وتاريخ دمشق ٣٢/ ٥٠ - ٥١ (طبعة المجمع).
(٢) ما سلف بين حاصرتين من (ب)
(٣) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): كانت علته (بياض بمقدر كلمة) …
(٤) كذا في (خ) و (ف). وليست في (ب)، وفي تاريخ الطبري: غَدِ.
(٥) في تاريخه ٩/ ١٥٠. وما سلف بين حاصرتين من (ب).
(٦) كذا في (ب). والصواب: المتوكل. كما في المنتظم ١١/ ١٨٦. وفي (خ) و (ف): وقال المتوكل.
(٧) في المنتظم ١١/ ١٨٦: وهو نائم في مشرفة له.