للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوجَب العُذْرَ في تراخي اللقاء … ما أتانا من هذه الأنواءِ

لستُ أدري ماذا أقولُ فأشكو … من سماءٍ تعيقُني عن سماءِ

غير أنِّي أدعو لهاتيك بالصَّحـ … ــو (١) وأدعو لهذه بالبقاءِ

فسلامُ الإله أهديهِ منِّي … كلَّ يومٍ لسيِّدِ الوزراءِ

[يحيى بن معين]

ابن عون بن زياد بن بِسْطام. وقيل: معين بن غياث بن زياد بن عون (٢) بن بِسطام، أبو زكريا، الحافظُ البغداديُّ، مولى الجنيدِ بن عبد الرحمن بن المُرِّي الغطفاني، وأصلُه من الأنبار، من قريةٍ يقال لها: نِقْيَا، بينها وبين بغداد اثني عشر فرسخًا، وقيل: أصله من المري (٣)، فمات أبوه، وخلَّف لابنهِ يحيى ألفَ ألف درهم وخمس مئة ألف درهم (٤)، فأنفقَ الكلَّ على أصحاب الحديث، حتى لم يبقَ له نعلٌ يلبسُه.

وكان عالمًا متقنًا عارفًا بالجرح والتعديل، كتبَ ألف ألف حديث، وكانت كتبُه مئة قمطر وعشرين حُبًّا.

وكان الإمامُ أحمد يعظِّمُ شأنَه، وما سمَّاه قطُّ باسمِه، بل بكنيته (٥)، ويقول: كلُّ حديثٍ لا يعرفُه أبو زكريا، فليس بحديث.


(١) في العقد الفريد ٣/ ١٩٤، ٤/ ٢٢٧: بالثكل.
(٢) في (خ) و (ف): عمرو. والتصويب من تاريخ بغداد ١٦/ ٢٦٣، والمنتظم ١١/ ٢٠٢، وتهذيب الكمال ٣١/ ٥٤٤، وسير أعلام النبلاء ١١/ ٧١ وغيرها.
(٣) كذا في (خ) و (ف). ولم أقف على هذا القول. لكن وقع في تاريخ بغداد ١٦/ ٢٦٥، والمنتظم ١١/ ٢٠٣: كان مَعين على خراج الرَّي، فمات فخلف لابنه ....
(٤) كذا في (خ) و (ف)، وفي تاريخ بغداد ١٦/ ٢٦٥، والمنتظم ١١/ ٢٠٣ وغيرها: وخمسين ألف درهم.
(٥) في تاريخ بغداد ١٦/ ٢٦٧ من قول عباس الدوري: قلَّما سمعت أحمد بن حنبل يسمِّي يحيى بن معين باسمه، إنما كان يقول: قال أبو زكريا، قال أبو زكريا. وقيل نحوها في حق عليّ بن المديني، قال أبو حاتم الرازي: وكان أحمد لا يسميه إنما يكنيه تبجيلًا له، وما سمعت أحمد سماه قط. الجرح والتعديل ٦/ ١٩٤، وسيأتي في ترجمة علي بن المديني.