للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقدَّمه إسحاقُ فعبرَ الجسر، ووقف على باب دار خزيمة، وقال لإيتاخ: ينزلُ الأمير، فنزل، وتأخَّر إسحاق، وأمر أن لا يدخلَ الدار من غلمانه إلَّا ثلاثةٌ أو أربعة، وأخذت عليهم الأبواب، وقطعت الدرج، ففطن فقال: أو قد فعلوها!؟ ثمَّ أَخَذَ ولديه منصورًا ومظفرًا وكاتبَه سليمان بن وهب، فقيَّدهُم وحبسهم، ونقلَهم جميعًا إلى داره (١).

ثمَّ إنَّ إيتاخ قال لبعض غلمان إسحاق: أقرئه عنِّي السلام وقل له: قد علمتَ ما كان المعتصمُ والواثقُ يأمراني به، فكنتُ أدفع عنكَ ما أمكنني، فلينفعني ذلك عندك اليوم، أما أنا فقد مرَّت بي شدائدُ ورخاء، فما أبالي ما أكلتُ وما شربت، وأمَّا هذان الغلامان فإنَّهما عاشا في رخاءٍ ونعمة، لم يعرفا البؤس، فصيِّر لهما ما يأكلان من اللحم وغيرهِ، فأعاد الرجل على إسحاق ما قاله إيتاخ، وكانت وظيفةُ إيتاخ في كلِّ يومٍ رغيفٌ وكوزٌ من ماء، وجعل لابنيه سبعة أرغفةٍ ولحمًا (٢).

زهير بن حَرْب

ابن شداد، أبو خيثمة النَّسائيّ، ولدَ سنةَ ستين ومئة، وكان رفيقَ الإمام أحمد رحمة الله عليه في بعض أسفاره، وكان عالمًا فاضلًا ورعًا.

سافرَ إلى البلاد وسمعَ الكثير، وتوفي ببغداد في شعبان.

أسندَ عن خلقٍ كثير منهم سفيان بن عُيينة وغيره، وصنَّفَ المسنَد والكتب، وأخرج عنه البخاريُّ ومسلم وغيرهما، وأجمعوا على صدقه وثقتِه وديانته (٣).

[سليمان بن داود]

ابن بشر بن زياد، أبو أيوب البصري المِنْقَريُّ، يعرف بالشَّاذَكونيّ.

قدِمَ بغداد، فجالس الحفاظ وذاكرهم، ثم خرجَ إلى أصبهان فسكنَها، وانتشر حديثُه [بها] (٤).


(١) تاريخ الطبري ٩/ ١٦٨ - ١٦٩.
(٢) تاريخ الطبري ٩/ ١٦٩.
(٣) انظر ترجمته في تاريخ بغداد ٩/ ٥٠٩، والمنتظم ١١/ ٢١١، وتهذيب الكمال ٩/ ٤٠٢، وسير أعلام النبلاء ١١/ ٤٨٩.
(٤) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد ١٠/ ٥٥. والكلام منه.