للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو حاتم الرازي: كان عليٌّ عَلَمًا في الحديث ومعرفة الرجال والتعليل (١).

وقال (٢): قال ابن المديني: رأيتُ في المنام، كأنَّ الثُّريَّا قد نزلت (٣) حتى تناولتُها، قال أبو قدامة: صدقَ (٤)، لقد بلغَ في الحديث مبلغًا لم يبلُغه أحد.

وقيل للبخاريِّ: ما تشتهي؟ قال: أقدمُ العراق وابنُ المديني حيٌّ فأجالسه (٥).

توفي في ذي القعدة بسامراء، وقيل: بالبصرة (٦).

أسند عن خلق كثيرٍ، سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطَّان، وعبد الرزاق، وغيرهم.

وقَدِم بغداد وحدَّث بها، فروى عنه محمد بن يحيى الذُّهْلي، والبخاريّ، وأبو حاتم الرازي، وخلقٌ كثير، إلَّا أنَّه لمَّا مال إلى ابن أبي دؤاد، وصَحِبَهُ، وقال بقوله، رجعَ الناس عن روايته (٧).

قال ابن أبي دؤاد للمعتصم: يا أمير المؤمنين هذا يزعم -يعني الإمام أحمد بن حنبل


(١) الجرح والتعديل ٦/ ١٩٤.
(٢) القائل هو أبو قدامة السرخسي.
(٣) في المصادر: تدلَّت.
(٤) في تاريخ بغداد ١٣/ ٤٢٥: فصدَّق الله رؤياه.
(٥) تاريخ بغداد ١٣/ ٤٢٨.
(٦) قال الخطيب البغدادي في تاريخه ١٣/ ٤٤٠: بسرُّ من رأى مات لا بالبصرة. اهـ. ثم نقل الخطيبُ القولَ بذلك عن البغوي وغيره. انظر سير أعلام النبلاء ١١/ ٥٩.
(٧) لم يكن من ابن المديني ميل إلى ابن أبي دؤاد ولا إلى القول بخلق القرآن، وإنما أجاب خوفًا من السيف كما سيأتي. قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٢/ ١٤٧: وكان علي بن المديني ممن أجاب إلى القول بخلق القرآن في المحنة، فنقم ذلك عليه، وزيد عليه في القول. والصحيح عندنا أنه إنما أجاب خشية السيف.
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ٣/ ١٧٩: تكلم فيه أحمد ومن تابعه لأجل ما تقدم من إجابته في المحنة، وقد اعتذر الرجل عن ذلك وتاب وأناب.
وقد ترك الإمام أحمد الرواية عنه بعد المحنة. قال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدثني أبي، قال: حدثنا علي بن عبد الله، وذلك قبل المحنة. قال عبد الله: ولم يحدث أبي عنه بعد المحنة بشيء. سير أعلام النبلاء ١١/ ٨١، ومسند أحمد (٢٤٠٠٩/ ٢٨).
وترك أبو زرعة أيضًا الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنة، الجرح والتعديل ٦/ ١٩٤.