للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السنة (١) السابعة والثلاثون بعد المئتين

فيها قُتِل يوسف بن محمد عاملُ المتوكِّل على إرمينية، وسببه أنَّ رجلًا من أهل إرمينية يقال له: بقراط بن أسواط (٢) كان عظيمًا عندهم، ويسمّونه بطريقَ البطارقة، أخذَه يوسف بن محمد بأمان، فقيدّه (٣)، وبعثَ به إلى المتوكِّل، فأسلم، واجتمع أهله من بطارقة إرمينية، وحصروا يوسف بن محمد في بلدٍ يُقال لها: طَرُون، فخرجَ إليهم فقاتلهم فقتلوه، وبلغ المتوكِّل، فبعثَ إليهم بُغَا الكبير، فنزلَ إرمينية، وخرجَ إليه أهلُها، وفيهم القتلة، فالتقوا على دَبِيل -مدينة من مدائن إرمينية- واقتتلوا فظفرَ بهم بغا، فقتلَ منهم زهاء ثلاثين ألفًا، وسبَى خلقًا كثيرًا، فباعهم بإرمينية، ثم صار إلى تَفْليس فأقامَ بها.

وفيها ولّى المتوكل عبدَ الله بن إسحاق المصعبي والي الشرطة، ثمَّ قدِمَ محمد بن طاهر من خُرَاسان على المتوكِّل، فولّاه الجزيةَ وأعمال السواد وخلافتَه على بغداد، فصار إلى بغداد (٤).

وفيها عزل المتوكِّلُ محمَّد بن أحمد بن أبي دؤاد عن المظالم، وولَّاها محمد بن يعقوب، وغضبَ أيضًا على أحمد بن أبي دؤاد، وأمر بقبض ضياعه، وحَبسَ ابنَه محمَّدًا وإخوته في ديوان الخَرَاج في ربيع الأول، فحمل محمَّدٌ إلى المتوكِّل مئةً وعشرين ألف دينار وجوهرًا قيمتُه عشرين ألف دينار، ثم صُولِحَ بعد ذلك على ستة


(١) هنا بداية الجزء التاسع من النسخة الخطية (خ)، وابتدأه بقوله: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، رب يسر بخير يا كريم. السنة …
(٢) في تاريخ الطبري ٩/ ١٨٧، والكامل ٧/ ٥٨: أشوط.
(٣) وكان بقراط خرج يطلب الإمارة. انظر تاريخ الطبري ٩/ ١٨٧، والمنتظم ١١/ ٢٤٩، والكامل ٧/ ٥٨.
(٤) نص الخبر كما في تاريخ الطبري ٩/ ١٨٨: في هذه السنة وُلِّي عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بغداد ومعاون السواد.
وفيها قدم محمد بن عبد الله بن طاهر من خراسان لثمان بقين من شهر ربيع الآخر، فولِّيَ الشرطة والجزية وأعمال السواد وخلافة أمير المؤمنين بمدينة السلام، ثم صار إلى بغداد. اهـ. وهو أشبه وأتم.