للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع (١) هُشيم بن بشير وغيره، وروى عنه البغويُّ وطبقتُه.

عبدُ الأعلى بن حمَّاد

أبو يحيى الباهليّ، قدم بغداد وحدَّث بها، ثم عاد إلى البصرة، فمات بها.

أسندَ عن مالك بن أنس وغيره، وأخرج عنه البخاريُّ ومسلم في صحيحهما.

وقال: قدمتُ على المتوكِّل بسامرَّاء، فدخلتُ عليه، فقال: يا أبا يحيى، قد كنَّا هممنا لك بأمرٍ، فتدافعت الأيَّام، فقلت: يا أمير المؤمنين، سمعتُ مسلم بن خليفة المكيّ يقول: سمعتُ جعفر بن محمد يقول: من لم يشكُر الهمَّة لم يشكرِ النعمةَ، ثم أنشدت: [من البسيط]

لأشكرنَّكَ معروفًا هَممتَ به … إنَّ اهتمامكَ بالمعروفِ معروفُ

ولا أذمُّك إن لم يُمضِه قدرٌ … فالشيءُ بالقدر المحتومِ مصروفُ

فجذبَ الدَّواةَ وكتبها، ثم قال: يُنجَز لأبي يحيى ما كنَّا هممنا به، وهو كذا وكذا، ويضاعفُ لخبره هذا (٢).

أبو عُبيد البُشري

من قريةٍ [يقال لها:] بُسْر بحوران. كان مجابَ الدعوة، [صالحًا]، صاحبَ كرامات، ويقال: إن اسمه محمد.

وكان صاحبَ جهادٍ وغزوات، وإذا خرجَ في جيشٍ نُصِرَ من فيه.

قال أبو بكر بن مَعْمَر: سمعت ابن أبي عُبيد يقول: خرج أبي في غزاةٍ، وكان تحته مهرٌ، فوقع [المهر] ميتًا، فقال: يا رب، أنا ضعيف، وقد خرجتُ في سبيلك ولا قدرةَ لي على المشي، فأعرني إيَّاه حتَّى أرجعَ إلى بُسْر، [قال:] فإذا المهرُ قائمٌ، فلمَّا عُدنا إلى بسر، قال [لي:] يا بني خذ السرج عن المهر، فقلت: إنه عَرِقٌ، قال: إنَّه عارية، [قال:] فأخذتُ السَّرجَ، فوقع المهر ميتًا (٣).


(١) في (خ) و (ف): مع. والتصويب من تاريخ بغداد ٩/ ٢١٣.
(٢) تاريخ بغداد ١٢/ ٣٥٥ - ٣٥٧.
(٣) تاريخ دمشق ٦١/ ٢٩٤ - ٢٩٥ (طبعة مجمع اللغة).