للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والي مصر استدعى الجندَ الذين بدمْياط ليتجمَّل بهم يوم العيد، [وأخلى دِمْياط]، وجاءت الروم، فدخلت دِمْياط، فقتلت وسبت نحوًا من ستِّ مئة امرأة من المسلمات والذمِّيَّات، وأَخَذَت الأموال والأمتعة، وأحرقت الجامع والكنائس، وكان من غرق في بحيرة دمياط من النساء والصبيان أكثر ممَّن سباه الروم، وعادوا إلى بلادهم (١).

[وقال ابن حبيب الهاشمي في "تاريخه":] وفي صفر [سنة ثمانٍ وثلاثين] وجَّه طاهرُ بن عبد الله بن طاهر إلى المتوكِّل حجرًا وزنه ثمان مئة وأربعون درهمًا، أبيض فيه صدع، ذُكر أنَّه وقعَ بأرض طبرستان، وأنَّه سُمِع لسقوطِه هدَّةٌ من مسيرة أربعة فراسخ في مثلها، وأنَّه ساخَ في الأرض خمسة أذرع (٢).

وحَجَّ بالناس عليُّ بنُ عيسى بنِ جعفر بن أبي جعفر المنصور (٣). وقيل: عبدُ الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (٤).

وفيها توفي

بشر بن الوليد بن خالد (٥)

أبو بكر الكِنْدِيُّ الحنفيّ.

كان علمًا من أعلام الإسلام، صالحًا ديِّنًا خشعًا حسنًا في العلم (٦)، واسع الفقه، جميلَ المذهب، حسنَ الطريقة.

وشكاهُ يحيى بنُ أكثم إلى المأمون، وقال: إنَّه لا يُنْفِذُ قضائي، وكان يحيى قد غلب عليه، حتَّى كان عنده أكثر (٧) من ولده، وكان المأمونُ يقعدُه معه على سريره، فدعا بشرَ


(١) تاريخ الطبري ٩/ ١٩٣ - ١٩٤. وما سلف بين حاصرتين من (ب).
(٢) المنتظم ١١/ ٢٥٨. وما بين حاصرتين من (ب).
(٣) تاريخ الطبري ٩/ ١٩٥.
(٤) ذكر الطبري في تاريخه ٩/ ١٩٦ أن الأخير حج بالناس سنة تسع وثلاثين ومئتين.
(٥) هذه الترجمة ليست في (ب).
(٦) في تاريخ بغداد ٧/ ٥٦٣: وكان عالمًا ديِّنًا خشنًا في باب الحكم، وفي سير أعلام النبلاء ١٠/ ٦٧٥: كان بشر خشنًا في أحكامه.
(٧) في تاريخ بغداد ٧/ ٥٦٣: أكبر.