للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صفوان بن صالح بن صفوان]

الحنفي، مؤذِّنُ جامع دمشق، وداره في رَبَض باب الفَراديس شرقي المقابر.

سمع سفيان بن عُيينة وغيره، وروى عنه الإمامُ أحمد رحمة الله عليه وغيره، واتَّفقوا على صدقه وثقته وديانته.

وقال: إنَّ أهلَ الجنَّة ليحتاجون إلى العلماء في الجنَّة كما يحتاجون إليهم في الدنيا، قيل له: وكيف؟ قال: تأتيهم رسلٌ من ربهم، فيقولون لهم: سلوا ربكم، فيقولون لهم: قد أعطانا ما سألنا وما لم نسأل، فيقولون: بل سلوا، فيقولون: ما ندري ما نسأل، فيقول بعضهم لبعض: اذهبوا إلى العلماء الذين كانوا إذا أشكل علينا [في الدنيا] أمرٌ سألناهم، فيأتون العلماء فيقولون: قد أتانا رسول ربِّنا تعالى، وقال [لنا:] سلوا ربكم، فيقول لهم العلماء: سلوا كذا وكذا، فيَسألون فيُعْطَون [ذلك] (١).

[وفيها توفي]

عبدُ الرحمن بن الحَكَم بن هشام

أبو المُطَرِّف الأمويّ، والي الأندلس.

ولد بطُلَيطُلَة [في] سنة ستٍّ وسبعين ومئة (٢)، وأمُّه أم ولد اسمها حلاوة.

ولي الأندلس [في] سنة ست ومئتين في أيَّام المأمون، ومات في صفر (٣)، وكانت ولايتُه اثنتين وثلاثين سنة (٤)، وكان له يومَ مات اثنتان وستون، أو ثلاث وستون سنة.

وكان محمودَ السيرة، حسنَ الطريقة، عادلًا جوادًا فاضلًا، [قال العلماء بأخبار الأندلس:] نظر [عبد الرحمن] في علم الأوائل، وهو أول من أقام أبَّهةَ الملكِ


(١) تاريخ دمشق ٨/ ٣٣٥ - ٣٣٧ (مخطوط). وما بين حاصرتين من (ب)، وقد وقع فيها في هذه الترجمة تشويش واهتراء ضاع معه معظم كلماتها.
(٢) في (خ) و (ف): سبع وسبعين ومئة. والتصويب من (ب). وانظر المغرب في حلى المغرب ١/ ٤٥، وسير أعلام النبلاء ٨/ ٢٦١.
(٣) كذا في جذوة المقتبس ص ١٠. وفي المغرب في حلى المغرب ١/ ٤٥، وسير أعلام النبلاء ٨/ ٢٦١ أنَّه مات لثلاث خلون من ربيع الآخر.
(٤) في (خ) و (ف): اثنتين وأربعين. وهو خطأ، والتصويب من (ب).