للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وقال رجل من أهل العلم والفضل يُكْنَى بأبي جعفر في العشية التي دُفِنَ فيها الإمام أحمد : أتدرونَ من دفنَّا اليوم؟ قالوا: من؟ قال: سادس خمسةٍ، قالوا: من؟ قال: الخلفاءُ الأربعة، وعمر بن عبد العزيز. يعني كلَّ واحدٍ في زمانه (١).

قال: وقال عليُّ بن المديني: أحمدُ أفضل من سعيد بن جبير؛ لأنَّ سعيدًا كان له نظراءُ في زمانه، وما لأحمد في الدنيا نظير (٢).

وحكى عن سَلَمَةَ بن شَبيب قال: كنَّا عند أحمد بن حنبل في أيَّام المعتصم، فجاء شيخٌ، فسلَّم وقال: أيُّكم أحمد بن حنبل؟ فأشرنا إليه، فقال له: جئتُك في [البرِّ و] البحر من أكثر من أربع مئة فرسخ؛ رأيت الخضرَ في منامي ليلة جمعة، فقال: أتعرفُ أحمد بن حنبل؟ قلت: لا، قال: فأتِ بغداد وسلِّم عليه (٣)، وقل له: أخوكَ الخضرُ يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إنَّ ساكنَ السماء الذي على عرشه راضٍ عنك، والملائكةُ راضونَ عنك؛ بما بذلتَ نفسكَ لله تعالى. [وفي رواية: ساكن العرش والملائكة راضونَ عنك بما صبرت لله تعالى] (٤)، فقال له أحمد: ألكَ حاجة؟ فقال: والله ما جاء بي حاجةٌ من أربع مئة فرسخ إلَّا هذا، كانت عندي أمانةٌ أدَّيتُها، ثمَّ انصرفَ، فقال أحمد [بن حنبل:] لا قوَّةَ إلَّا بالله العليِّ العظيم.

وقال: قال سفيان بن وكيع: من علي أحمد [بن حنبل] فهو فاسق (٥).

وقال ابن أعين: [من الكامل]

أضحى ابنُ حنبلَ محنةً مأمونةً … فبحبِّ أحمدَ يعرفُ المتنسِّكُ

ومتى رأيتَ لأحمد متنقصًا … فاعلم بأنَّ سُتورَهُ ستهتَّكُ

وزاد عليها ابن عساكر فقال: وقال أبو عبد الله البوشنجيّ: [من الكامل]

إنَّ ابن حنبلَ إنْ سألتَ إمامُنا … وبه الأئمَّة في الأنامِ تمسَّكُ


(١) تاريخ دمشق ٢/ ١٤٨. ومن قوله: وحكي عن المزني … إلى هنا ليس في (ب).
(٢) تاريخ دمشق ٢/ ١٥١.
(٣) في تاريخ دمشق ٢/ ١٥١: فأت بغداد وسل عنه.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب).
(٥) تاريخ دمشق ٢/ ١٥٤.