للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال مقاتل: وقد قيل: إنه ولدُ رجل من أهل بابل ممن آمن بالخليل ﵇ وهاجر معه. وقيل: اسمه عاميل بن مَلَكان.

واختلفوا لم سمي الخضر؟

قال بعضهم: هو أحد أساميه.

وقال عكرمة: وسمي الخضر لأنه كان إذا صلى على أرض اخْضَرَّ ما حوله.

وقال أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "إنَّما سُمِّيَ الخَضِرُ خَضِرًا لأنَّه جَلَسَ على فَروَةٍ بَيضَاءَ فإذا هي تهتزُّ خَضرَاءَ". انفرد بإخراجه البخاري (١).

قال الجوهري: والفروة قطعة نبات مجتمعة يابسة (٢).

وقال الزجاج: الفروة الأرض اليابسة.

وهل كان نبيًا؟ فيه قولان: روى مجاهد عن ابن عباس أنه كان نبيًا. والثاني: أنه كان عبدًا صالحًا قاله عليٌّ، وعليه عامَّة العلماء.

وقيل: إنما سمي الخضر لحسنه وإشراق وجهه. وقد ذكرنا قصته مع موسى ﵇.

[فصل في اختلاف العلماء في حياته وموته]

ذهب جماعة من أهل النقل إلى أنه توفي.

ومذهب مشايخ الطريقة والحقيقة وأرباب المجاهدات والمكاشفات أنه حي يرزق ويشاهد في الفلوات، وأنهم يرونه ويشاهدونه، كعمر بن عبد العزيز، وإبراهيم بن أدهم، وبِشر الحافي، ومعروف الكرخي، وسَري السقطي، والجُنيد، والخوَّاص، وغيرهم. وقد ذكر ذلك عامة العلماء في "الحلية" و"الرسالة" و"مناقب الأبرار" وغير ذلك، وحوشوا من الكذب، لأنهم القدوة ولنا بهم أسوة، وما كان الله ليجمعهم على ضلالة.


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٨١١٣)، والبخاري (٣٤٠٢).
(٢) "الصحاح" (فرا).