للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحته سرير، فسلَّمتُ وجلست على طرف السرير، والبطارقةُ قيامٌ حولَه، فقدَّمتُ الهدايا، والترجمان يعبِّرُ ما أقول، فقَبِلها وسُرَّ بها، وأمر بإنزالي قريبًا منه وأكرمني، وأقمتُ عنده أربعةَ أشهر، حتى تقرَّر أمرُ الفداء وأن يعطوني جميعَ من عندهم من المسلمين، وأعطيَ جميع من عندي، وكان الذين عندي نحوًا من ألف، والذين عندهم أكثر من ألفين، وحلفتُ لهم وحلفوا لي، وجئنا إلى موضع الفداء، ولم يبقَ عندهم سوى خمسة أنفرٍ، من المسلمين، [اختاروا المقام عندهم] (١).

وفيها مطرت سِكَّةٌ ببلخ دمًا عبيطًا.

[وصلَّى المتوكل بالجعفريَّة صلاة الفطر، ولم يُصَلّ بسامرَّاء أحد.]

وحجَّ بالناس محمدُ بن سليمان، وحجَّ فيها محمد بن عبد الله بن طاهر فوليَ أعمال الموسم، وحملَ معه ثلاث مئة ألف دينار؛ [مئةُ ألف] لأهل مكَّة، ومئةُ لأهل المدينة، ومئةُ ألف لما أمرت به أمُّ المتوكّل من إجراءِ الماء من عرفات إلى مكَّة، وأمر المتوكِّلُ أن يوقدَ على المشعر الحرام وجميع المشاعر الشمعُ، وكانوا [قبله] يوقدونَ الزيتَ والنفط (٢).

وفيها توفي

أحمدُ بن أبي الحَوارِيّ

[واسم أبي الحواري] ميمون التغلبيُّ (٣). [هذا هو المشهور (٤).


(١) ما بين حاصرتين من (ب). وانظر الخبر في تاريخ الطبري ٩/ ٢١٩ - ٢٢٠.
(٢) المنتظم ١١/ ٣٤١. وما سلف بين حاصرتين من (ب).
(٣) في (ب)، وتاريخ دمشق ٣٩/ ٢٠١ (طبعة مجمع اللغة) في ترجمة عبد الله بن ميمون، وسير أعلام النبلاء ١٢/ ٨٥، وتوضيح المشتبه ٣/ ٣٧٧: الثعلبي.
قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: التغلبي، بفتح المثناة، وسكون المعجمة، وكسر اللام وانظر تهذيب الكمال ١/ ٣٦٩. وما بين حاصرتين من (ب).
(٤) وهو قول السلمي في طبقات الصوفية ص ٩٨ وابن خميس في مناقب الأبرار ١/ ٢٧٠. وبقية المصادر على القول الثاني الذي سيذكره المصنف.