للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُخرِجُ معه النساء فيداوين المرضى ويقمن على الجرحى ولا يحضرن القتال، وأما الصبيان فينقطع عنهم اليتم بالاحتلام، وأما العبد فليس له في المغنم نصيب ولكنهم قد كان يرضخ لهم.

فقول ابن عباس: إن كنت الخضر تعرف الكافر من المسلم فاقتلهم، يدل على أنه موجود، ولو كان معدومًا لم يقل ذلك (١).

وأما الآثار: فذكر مقاتل في كتاب "المبتدأ" له: أن إلياس والخضر شربا من عين الحياة فلا يموتان إلى يوم القيامة، قال: فالخضر يدور البحار يهدي من يضلُّ فيها، وإلياس يدور الجبال يهدي من أضله الغول، هذا دأبهما في النهار، فأما في الليل فإنهما يجتمعان عند سدِّ يأجوج ومأجوج يحفظانه، ومأكلهما من الجنة.

وقال مجاهد: الخضر باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وذكر أبو إسحاق الثعلبي في "تفسيره" عن عبد العزيز بن أبي رواد: أن الخضر وإلياس يصومان شهر رمضان في البيت المقدس، ويوافيان الموسم في كل عام.

وروي عن إبراهيم التيمي أنه قال: رأيت رسول الله في المنام فقال لي: كل ما يحكى عن الخضر حق، وهو عالم أهل الأرض، ورأس الأبدال، وهو من جنود الله تعالى.

وقد ذكر أبو القاسم في "تاريخ دمشق" فيه آثارًا أبلغ من أن تحصى، بلغ بها إلى الأمد الأقصى (٢).

* * *


(١) من قوله: وقار عطاء … إلى هنا زيادة من (ب) ليست في (ط).
(٢) انظر تفسير الثعلبي ٨/ ١٦٧، وعرائس المجالس ٢٦٢، و"تاريخ دمشق" ١٦/ ٣٩٩.