للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الرابعة والخمسون بعد المئتين]

فيها قتل بُغا الشرابي.

وفيها عُقِد لأحمد بن طولون على مصر.

وفيها وقع مفلح وباجور بأهل قم، فقتَلا منهم مقتلةً عظيمةً في ربيع الأول.

وفي جمادى الآخرة ماتَ عليُّ بن محمد بن عليِّ بن موسى الرضا.

وفي هذا الشهر وافى دُلَف بن عبد العزيز بن أبي دُلَف الأهواز، بعثَهُ إليها أبوه.

واستولى مُساور الشاري على الجزيرة، فبعثَ المعتزُّ إليه نوشري، فقتل من أصحاب الشاري جماعةً، وهزمهم.

وحجَّ بالناس علي بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن علي (١).

وفيها قُتِل

بُغَا التركيُّ الصغير الشرابيّ

وكان فاتكًا قد طغَى وبغى، وخالف أمرَ المعتزّ، واستبدَّ بالأموال، وكان المعتزُّ يقول: لا ألتذُّ بحياةٍ ما دام بغا في الدنيا، وما يطيبُ لي عيشٌ حتَّى أعلمَ أنَّ رأس بغا لي.

وكان بغا يحثُّ المعتزَّ على النزول إلى بغداد والمعتزُّ يأبى ذلك [عليه، وكان] (٢) باكباك التركيّ عدوًّا لبغا، ثمَّ إنَّ بغا اشتغلَ مع صالح بن وصيف في عُرسٍ لابنة بغا، واسمها جمعة، كان صالح قد تزوَّجها في منتصف ذي القعدة، فركب المعتزُّ ليلًا ومعه أحمد بن إسرائيل إلى كرخ سامراء يريد باكباك، وكان باكباك مستخفيًا من بغا محترزًا، وكان قد وقعَ بينهما؛ جلسا على الشراب، فعربَد أحدُهما على صاحبه، فتهاجَرا، فلمَّا وَافى المعتزُّ إلى باكباك شكا إليه ما يلاقيه من بغا، واجتمعَ مع المعتزِّ أهلُ الكرخ


(١) انظر تاريخ الطبري ٩/ ٣٨١. ومن قوله: وفيها عقد لأحمد بن طولون. . . إلى هنا. ليس في (ب).
(٢) ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق. انظر تاريخ الطبري ٩/ ٣٧٩.