للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وإيش نفعته كتابةُ الحديث، وقد ضيَّع فرائضَ الصلوات، وهل كان من الملائكة، أقامَ ليلتين ويومين لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يبول!

وهذا الرجل من هَمَذَان، كوفيٌّ من رفقاء محمد بن سعد كاتب الواقدي (١)، وتوفي في هذه السنة بالكوفة.

[فصل:] وفيها توفي

[إسماعيل بن يوسف]

أبو عليّ الدَّيلَميُّ الزاهد العابد. جالسَ أحمدَ بن حنبل ومن بعده من الحفَّاظ.

وروى الخطيبُ عن الجوهريِّ بإسناده عن أبي الحسين ابن المنادي قال: كان إسماعيل [الديلميّ] من خيار الناس، وذُكر لي أنَّه كان يحفظُ أربعينَ ألف حديث.

وكان من أشهر الناس بالزُّهدِ والورعِ والصيانة، وكان يسكن بالأَرْحَاء على شاطئ نهر عيسى (٢).

وحكى عنه الخطيب قال: اشتهيتُ حلواء، فخرجت في الليل من المسجد لأبول، فإذا بجانبي (٣) الطريق أخاوين (٤) حلواء، فنوديتُ: يا إسماعيل، هذا الذي اشتهيت، وتركُه خيرٌ لك، فتركته.

وكانت وفاتُه في هذه السنة، وقبرُه وراءَ قبر معروف مشهور، ويعرف بقبر الديلمي.

واتفقوا على صدقه ودينه وورعه وحفظه للحديث ومعرفته به، فيقال: إنَّه كان يذاكر بسبعين (٥) ألف حديث.


(١) كذا، ولم أقف عليه.
(٢) كذا قال، وهو وهم، وفي تاريخ بغداد ٧/ ٢٥٩، وطبقات الحنابلة ١/ ١٠٧، والمنتظم ١٢/ ٩١: وأما مكسبه فكان من المساهرة في الأرحاء.
والأرحاء جمع رحى. قال أبو علي بن الأبزاري لإسماعيل الديلمي: تسهر في هذا الرحى بثُلث درهم، وأيُّ شيءٍ يكفي ثلث درهم. . .
(٣) في (ب) و (ف): بجانب. وفي تاريخ بغداد ٧/ ٢٦٠: جنبتي.
(٤) جمع إِخْوان، لغة في الخِوان، وهو ما يؤكل عليه. المصباح المنير (خون).
(٥) في (خ) و (ف): تسعين، وفي طبقات الحنابلة ١/ ١٠٨: بتسعين. والمثبت من (ب) وتاريخ بغداد ٧/ ٢٦١، والمنتظم ١٢/ ٩١.