للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتدعو عليه وتقول: اللهمَّ خذ لي بحقِّي من صالح، فقد فعل بي وفعل بي، فاستجابَ الله لها، فَقُتِل أقبحَ قتلةٍ لما نذكر].

وكان له من الولد جماعةٌ لم يشهر منهم إلا عبد الله، وليَ الخلافة يومًا واحدًا، وسمَّى نفسَه الغالب [، وسنذكره].

ووزرَ للمعتزِّ جعفرُ بن محمد (١) الإسكافيّ، ثمَّ عزلَه وولَّى عيسى بن فرخان شاه، ثم أحمد بن إسرائيل.

وقاضيه الحسنُ بن أبي الشوارب.

وقال البحتريُّ الشاعر: كنتُ مصاحبًا لأبي معشر المنجِّم، فأضقنا إضاقةً شديدةً، فدخلنا على المعتزّ، وهو محبوسٌ قبلَ أن يليَ الخلافة، فأنشدتُه أبياتًا كنتُ قلتُها في محمد بن يوسف الثَّغْريّ لمَّا حُبِس، وكأنِّي عملتها في الحال وهي: [من الطويل]

جعلتُ فداكَ الدهرُ ليس بمنفكِّ … من الحادث المشكوِّ والنازلِ المُشْكِي

وما هذهِ الأيَّام إلَّا منازلٌ … فمن منزلٍ رحبٍ ومن منزلٍ ضَنْكِ

وقد هذَّبتكَ الحادثاتُ وإنَّما … صفا الذهبُ الإبريزُ قبلَك بالسبكِ

أما في رسولِ الله يوسفَ أسوةٌ … لمثلكَ محبوسًا على الظُّلم والإفكِ

أقام جميلَ الصبر في الحبسِ بُرهةً … فآل به الصبرُ الجميل إلى الملك (٢)

وكان على رأسِه خادمٌ، فدفعَ إليه الرقعةَ التي فيها الأبيات، وقال له: احتفظ بها، فإن فرَّج الله عنِّي فذكِّرني بها، لا ينسى حقُّ هذا الرجل (٣).

وكان أبو معشر قد أخذَ مولده، فحكم له بالخلافة بمقتضى طالع الوقت، فناولَه رقعةً فيها ذلك، وانصرفنا، فلما وليَ الخلافةَ دخلنا عليه، وأعطَى كلَّ واحدٍ منَّا ألف دينار، وأجرى له في كل شهرٍ مئةَ دينار (٤).


(١) كذا في (خ) و (ف)، ومروج الذهب ٧/ ٣٧٩، والوافي بالوفيات ٢/ ٢٩٢ (نقلًا عن مرآة الزمان). وفي تاريخ الطبري ٩/ ٢٨٧، وتاريخ الإسلام ٦/ ٣٠٧، والوافي بالوفيات ١١/ ١٥٢: جعفر بن محمود.
(٢) ديوان البحتري ٣/ ١٥٦٣ - ١٥٦٤.
(٣) الفرج بعد الشدة ٢/ ١١ - ١٣.
(٤) من قوله: وقال البحتريُّ الشاعر. . . إلى هنا ليس في (ب).