للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بثَّ الصنائعَ في البلاد فأصبحتْ … تُجبى إليه محامدُ الآفاقِ

وقال معلَّى: دخلتُ على المأمون، فرأيتُه مقبلًا على شيخٍ شديد بياضِ الثياب، حسن اللحية، على رأسه لاطية، فقلت: من هذا؟ قالوا: أبو العتاهية، فقال له المأمون: أنشدني من شعرك، فقال: [من مجزوء الكامل]

أنساكَ محياكَ المماتَا … فطلبتَ في الأرض الثباتَا

أَوثقِت بالدنيا وأنْـ … ـتَ ترى جماعتَها شتاتَا

إنَّ الإله يُميتُ من … أَحْيى ويحيي من أماتَا

يا من رأى أبويه في … من قد رأى كانا فماتَا (١)

وقال: دخلتُ على عبد الله بن طاهر، فدخلَ عليه رجل، فأجلسَه على سريره -وكان يعرفه قديمًا- ثم أنشدَه ابنُ طاهر: [من الوافر]

أميلُ مع الذِّمام (٢) على ابن عمِّي … وأحملُ للصديقِ على الشقيقِ

فإن ألفيتني ملكًا عظيمًا … فإنَّك واجدِي عبدَ (٣) الصديقِ

أفرِّقُ بين معروفي ومَنِّي … وأجمعُ بين مالي والحقوقِ

* * *


(١) تاريخ دمشق ١٧/ ١٧ - ١٨. وأبيات أبي العتاهية في ديوانه ص ٧٤ - ٧٥ دون البيت الثالث.
(٢) في (خ) و (ف): الدنيا. والمثبت من تاريخ دمشق ١٧/ ١٨.
(٣) في (خ) و (ف): عند. والمثبت من تاريخ دمشق ١٧/ ١٨.