للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها كانت هدَّاتٌ عظيمة بالصَّيمرَة، وقعت المنازل، وماتَ تحت الهدم زهاء عشرين ألفًا.

وحجَّ بالناسِ الفضلُ بن إسحاق بن الحسن (١).

وفيها توفي

أحمد بن بُدَيل

ابن قريش (٢)، أبو جعفر، القاضي الكوفي.

كان من أهل العلم والفضل، ولي قضاءَ الكوفة وهمَذان والرَّي، وكان يسمَّى راهب الكوفة.

وكان يقول: خُذِلتُ على كبر السنّ (٣)، يعني لمَّا قُلِّدَ القضاء.

قال أبو القاسم عبيدُ الله بن سليمان: كنتُ أكتبُ لموسى بن بُغَا، وكنَّا بالرَّي، وقاضيها إذ ذاك أحمدُ بن بُدَيل الكوفي، فاحتاج موسى أن يجمعَ ضيعةً هناك كان له فيها سهامٌ ليعمرها، وكان فيها سهمٌ ليتيم، فصرتُ إلى أحمد بن بُدَيل، وخاطبتُه ليبيعَ علينا حصَّة اليتيم، ويأخذ الثمن، فامتنع وقال: ما باليتيم حاجةٌ إلى البيع، ولا آمنُ أن أبيعَ مالهُ وهو مستغنٍ عنه، فيحدث على ماله حادثةٌ، فيكون قد ضيعتُه عليه، فقلت: فإنَّا نعطيكَ في حصَّته ضعفَ ثمنها، فقال: ما هذا لي بعذرٍ، فأدرتُه (٤) بكل لون وهو يمتنع، فأضجرني فقلت: أيُّها القاضي ألا (٥) تفعل؛ فإنه موسى بن بغا؟! فقال لي: أعزَّك الله، إنَّه اللهُ تعالى. فاستحييتُ من الله تعالى أن أعاودَه، وفارقتُه، ودخلت على موسى، فقال لي: ما عملت في الضيعة؟ فقصصتُ عليه الحديث، فلما بلغتُ إلى قوله: إنَّه الله، بكى، وما زال يكررُها، وقال: لا تتعرَّض لهذه الضيعة، وانظر في أمر


(١) تاريخ الطبري ٩/ ٥٠٠.
(٢) هذه الترجمة لم ترد في (ب).
(٣) بعدها في تاريخ بغداد ٥/ ٨١: مع عفته وصيانته.
(٤) في (خ) و (ف): فأردته. والمثبت من تاريخ بغداد ٥/ ٨٣، والمنتظم ١٢/ ١٣٨.
(٥) في (خ) و (ف): لا تفعل. والمثبت من تاريخ بغداد والمنتظم.