للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﵀، وكان أحمد يكرمه ويقدِّمه، ويقول: ما رأيتُ أسودَ الرأس أحفظَ منه، ولا أعرفَ بمسانيد رسول الله ﷺ (١).

وكان قد استوطن أصبهان، وأقام بها خمسًا وأربعين سنة، وكان وفاتُه بها في شعبان.

أسند عن خلق كثير، منهم هشام بن إسماعيل، والحكمُ بن نافع، ويزيد بن هارون، وعبد الرزَّاق بن همَّام، والطيالسي، وعفان بن مسلم، وغيرهم، وأخرجَ عنه أبو داود وغيره.

ولمَّا ماتَ غسَّله محمد بن عاصم، وصلَّى عليه القاضي إبراهيم بن أحمد الخطابي، ودفن في مقبرة مردبان (٢).

وقال محمد بن يوسف: رأيتُ أبا مسعود في المنام، فقلت: ما فعل الله بك (٣)؟ فقال: حدثنا وحدثنا، قلت: وفي الآخرة أنبأنا وحدثنا؟! قال: نعم.

وكان يقول: كتبتُ عن ألفٍ وسبع مئة وخمسين شيخًا، أدخلتُ منهم في تصانيفي ثلاثَ مئة وعشرة، وأسقطت الباقين، وكتبتُ ألفَ ألف حديث وخمس مئة ألف حديث، أدخلتُ في تصانيفي ثلاثَ مئة ألف في التفاسير والأحكام والفوائد وغيرها (٤).

وقال الخطيب: دخل مصر، فاستلقى على قَفاه وقال: خذُوا حديث مصر، فجعل يقرأه شيخًا شيخًا من قبل أن يلقاه (٥).

واتَّفقوا على صدقه وأمانتِه وفضِله، وأنَّه لم يكن في زمانِه أحفظ منه.

وقد تكلَّم فيه عبدُ الرَّحمن بن يوسف بن خراش وضعَّفه، وقد ردَّ عليه الحافظ أبو أحمد بن عدي فقال: لم يُوافق ابنَ خراش على الطعن في أبي مسعود أحدٌ، ولقد


(١) تاريخ بغداد ٥/ ٥٦٣ - ٥٦٤.
(٢) في (خ) و (ف) وذيل طبقات الحنابلة ١/ ٣١٤ (ترجمة محمد بن حامد بن حمد الأصبهاني): مرديان. وفي تاريخ دمشق ٢/ ٧٤ (مخطوط): موذنان. والمثبت من ذكر أخبار أصبهان ص ٨٢، ومعجم البلدان ١/ ٢١٠.
(٣) قوله: فقلت: ما فعل الله بك. ليس في تاريخ دمشق ٢/ ٧٥. وهو مقحم في الكلام.
(٤) تاريخ دمشق ٢/ ٧٣.
(٥) تاريخ بغداد ٥/ ٥٦٤.