للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رَوى جعفر الصادق (١) أنَّه قال: كأنِّي بيومٍ حرام في شهرٍ حرام قائمًا بين الركن والمقام ينادي: يا من يجيبُ المضطرَّ إذا دعاه ويكشفُ السوء، فما يبرح حتى يحصلَ في عدَّة أهل بدر، فيملك الأرض.

وروي عن الصادق أيضًا أنَّه قال: إنَّ القائمَ ليدخلُ دورَهم، ويمشي في أسواقِهم، ولا يعرفونه، حتَّى يأذنَ الله له في الخروج، فيعرفهم نفسَه.

ورويَ عن عليِّ بن موسى الرضا أنَّه قال في تأويل قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يسمَعُونَ الصَّيحَةَ بالحَقِّ﴾: هو ظهورُ القائِمِ الحجَّة الخلف.

ولدَ في ذي الحجَّة سنةَ ثمان وخمسين ومئتين، وقيل: سنة ست وخمسين ومئتين، وصحبَ أباه سنتين، ثم توفِّي أبوه في هذه السنة وأقام بعده سنتَين ثم اختفى، وكنيتُه أبو القاسم، أبو عبد الله، ويقال له: ذو الاسمين محمد وأبو القاسم، وأمُّه أمُّ ولدٍ ويقال لها: صقيل.

وفي حديث ابن عمر عن النبي ﷺ قال: "يخرجُ في آخرِ الزمان رجل من ولدي، اسمه كاسمي، وكنيتُه ككنيتي، يملأُ الأرضَ عدلأ كما مُلِئت جورًا، فذلك هو المهدي".

وفي رواية: "ولو لم يبقَ من الدهرِ إلَّا يوم واحد، لبعثَ اللهُ من أهل بيتي من يملأ الأرض عدلًا" وذكره.

وقد أخرج أبو داود والترمذيُّ طرفًا منه (٢).

[وفيها توفي]

الحسن الفلَّاس العابد البغدادي

كان لا يتقوت إلَّا من قمام المزابل، صحب بشرًا الحافي، وسَرِيًا السقطي،


= العقول ضلَّت وتحيَّرت، بل جوزت كل باطل. أعاذنا الله وإياكم من الاحتجاج بالمحال والكذب، أو ردِّ الحق الصحيح، كما هو ديدن الإمامية. اهـ.
(١) كذا في (خ) و (ف).
(٢) سنن أبي داود (٤٢٨٢)، وسنن الترمذي (٢٢٣١) من حديث عبد الله بن مسعود ﵁.
ومن قوله: وقد روى جعفر الصادق .... إلى هنا ليس في (ب).