للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحك يا طالوت، ما أحدثت بعدي؟ فقال: لم أدعْ شيئًا من الشرِّ إلا فعلته، وقد جئت أطلبُ التوبة، قال: فكم لك من الولد؟ قال: عشرة، قال: ما أعلم لك توبةً إلا أن تتخلى عن ملكك، وتخرج أنت وولدك في سبيل الله، فتقدِّم واحدًا بعد واحد بين يديك فيُقتلون عن آخرهم، ثم تقاتل أنت فتُقتل. وعاد إشموئيل إلى القبر فانضمَّ عليه، فرجع طالوت أحزن ما كان، فبكى حتى سقطت أشفار عينيه خوفًا أن لا يطاوعه ولده، فدخلوا عليه وسألوه عن حاله فأخبرهم فقالوا: وإنك مقتول؟ قال؟ نعم، قالوا: فلا حاجةَ لنا في الحياة بعدك. ثم خرج بهم فقدمهم واحدًا واحدًا بين يديه حتى قتلوا جميعاَّ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل، وجاء قاتله إلى داود وقال: قد قتلت عدوَّك. فقال: ما أنت بالذي يحيا بعده فقتله. وأتى بنو إسرائيل إلى داود فسلَّموا إليه خزائن طالوت وملَّكوه عليهم (١).

وأقام طالوت في الملك أربعين سنة، وقيل: عشرين سنة، وقيل: إنه مات كمدًا ولم يقتل، والأول أصح. انتهت ترجمة طالوت.

* * *


(١) انظر "تاريخ الطبري" ١/ ٤٧٤ - ٤٧٥. و"عرائس المجالس" ص ٢٧٦ - ٢٧٧.