للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو بكر بن أبي معمر: أنشدنا سَعدان: [من الطويل]

ألا في سبيلِ الله عُمرٌ رُزِئْتُه … وفَقْدُ ليالٍ فاتَ منها نعيمُها

أأُغْبَنُ أيَّامي ولا أستقيلُها وتَذْهب عنِّي ليلةٌ لا أقومُها

وتنقطعُ الدنيا ويذهب غُنْمها … ويغتنمُ الخيراتِ منها حكيمُها (١)

[وفيها توفي]

عبد الله بنُ منير (٢) المَرْوَزيُّ

كان من الأبدال، مقيمًا بقَزوين، فإذا كان يوم الجمعة، رأَوه بآمِد، وبينهما مسافة بعيدة، وكان يمشي على الماء، ويقف له جَيْحون، فكان يجمع الأُشنان ويتقوَّتُ بثمنه، وإذا رآه السَّبُع خشع له وبَصْبَصَ (٣) بين يديه.

[وفيها توفي]

يعقوب بن شيبة (٤)

ابن الصَّلْت بن عُصْفُور، أبو يوسف، السَّدوسيُّ البصريُّ.

[قال الخطيب: حدَّثني الأزهريُّ قال:] صنَّف المسند معلّلًا؛ إلا أنَّه لم يُتِمَّه (٥)، وكان فقيهًا على مذهب مالك، وكان في منزله أربعون لِحَافًا أعدَّها لمَن يبيتُ عنده من الورَّاقين الذين يُبَيِّضون المسند، ولزمه في تصنيفه عشرةُ آلاف دينار لمن يُبيِّضه، ووقع منه بمصرَ نسخة [من مسند] أبي هريرة فكانت مئتي جزء.

وسمع يزيد بنَ هارون، [وهاشمَ بنَ القاسم، وعليَّ بن عاصِم، وعَفَّانَ بنَ مسلم وغيرهم]، وكان ثقةً إلَّا أنَّه كان يقول بالوَقْف في القرآن، فهجره النَّاس. [انتهت ترجمته] (٦).


(١) هذا البيت زيادة من (ف).
(٢) في (ب): بن فقير. وفي (ف): بن معتز، وكلاهما خطأ، وليست في (خ)، والمثبت من كرامات الأولياء للالكائي ٩/ ٢٨٩، و"المنتظم" ١٢/ ١٨٢.
(٣) بصبص السَّبُع: إذا حرَّك ذَنَبه طمعًا أو خوفًا. "اللسان": (بصص).
(٤) في (خ): اشبه، وفي (ب) -وما بين معكوفين منها- و (ف): شبة؟! والمثبت من "تاريخ بغداد" ١٦/ ٤١٠، و"المنتظم" ١٢/ ١٨٦، و"تاريخ الإِسلام" ٦/ ٤٥١.
(٥) في (خ) و (ف): لا يتَّهمه. وليست في (ب)، والمثبت من المصادر السالف ذكرها.
(٦) ما بين معكوفين من (ب)، ومعنى أنَّه يقول بالوقف بالقرآن: لم يقل بمخلوق ولا غير مخلوق.