للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الخامسة والستون بعد المئتين]

فيها خرج ابن طولون من مصرَ إلى الشام في المحرَّم، فحصر سيما الطَّويل بأنطاكية، ولم يزلْ مقيمًا عليها [حتى افتتحها] (١)، وقَتَل سيما.

وفيها في المحرَّم لحق محمد المولَّد (٢) بيعقوب بنِ اللَّيث، وصار من خواصِّه، فأمر المعتمد بقَبْض أمواله.

وفيها أمر أبو أحمد الموفَّق بحبس سليمانَ بنِ وهب وابنِه عُبيد (٣)، فحُبسا، وقَبضَ أموالهما وعقارَهما، ثمَّ صُولحا على تسعِ مئةِ ألف دينار.

وفيها استوزر إسماعيل بن بُلْبُل، ومات يعقوب بنُ اللَّيث بالأهواز، وخلفه أخوه عمرو بنُ اللَّيث، وكتب إلى المعتمد بأنَّه سامع مطيع.

وفيها بعث ملك الرُّوم بعبد الله بنِ رُشيد بن كاوس الذي كان عاملَ الثُّغور إلى أحمد بنِ طولون مع عدَّة أسارى [ومصاحف] كان أحدُها مع أهل أَذَنَة، فبعث بذلك إلى أحمد هَديَّة (٤).

وفيها وصلت الزَّنج إلى جَبُّل، فأخذوا سُفُنًا فيها طعام.

وفيها لحق العبَّاسُ [بنُ] أحمدَ بن طولون ببَرْقة مخالفًا لأبيه، وكان أبوه قد استخلفه على مصر لمَّا توجَّه إلى سيما محاصرًا بأنطاكية، وحمل معه -العبَّاسُ- ما في بيت مال مصرَ من الأموال، وما كان لأبيه من الأثاث وغيرِ ذلك، ثمَّ مضى إلى بَرْقة، فوجَّه أبوه أحمد خلْفه جيشًا، فظفروا به، فردُّوه إلى أبيه، فحبسه، وقتل جماعةً من القوَّاد الذين كانوا مع ابنه، وكانوا قد تركهم في خدمة العبَّاس، [فأشاروا عليه] بالعصيان (٥)، فعصى وأخذ العساكر والأموال وتوجَّه نحو بَرْقة إلى إفريقية، فوصل إلى لَبْدة، فخرج


(١) ما بين معكوفين من "تاريخ الطبري" ٩/ ٥٤٣.
(٢) في (خ): المؤيد. والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في تاريخ الطبري ٩/ ٥٤٣، و"تاريخ الإسلام" ٦/ ٢٤٥.
(٣) في (خ) و (ف): عبد، والمثبت من "تاريخ الطبري"، و"الكامل في التاريخ" ٧/ ٣٢٧، و"تاريخ الإسلام".
(٤) تاريخ الطبري ٩/ ٥٤٣، وما بين حاصرتين استدرك منه.
(٥) انظر "الكامل" ٧/ ٣٢٤.