للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَن للغريب الذي لا مُستراحَ له … مِنَ الهموم ولا حظٌّ من الوَسَنِ

لا خيرَ في عيشِ نائي الدَّارِ مُغْتَربٍ … يأوي إلى الهمِّ كالمَصْفود في قَرَنِ

يا أهلُ كم فاتني من حُسنِ مُستمعٍ … منكم وفارقتُه من مَنظَرٍ حَسَنِ

وكم تجرَّعتُ للأيام بعدكمُ … من جُرعةٍ أزعجَتْ روحي من البَدَنِ

وقال الحسن: عُرِضَتْ على المتوكِّل جاريتان شاعرتان، فقال لإحداهما: قولي في مجلسنا شيئًا -وكان فيه الفتح بن خاقان- فقالت: [من الطويل]

أقول وقد أبصرتُ صورةَ جعفرٍ … إمامِ الهدى والفَتح ذي العزِّ والفخرِ

أشمس الضُّحى أم شِبهُها وجهُ جعفر … وبدرُ السماءِ الفتحُ (١) أم مُشبِهُ البَدْرِ

ثمَّ قال للأخرى: قولي أنت شيئًا، فقالت: [من الطويل]

أقول وقد أبصرتُ صورةَ جعفر … تعالى الذي أعلاك يا سيِّدَ البَشَرْ

وأكمل نَعماه (٢) بفَتْحٍ ونُصحه … فأنت لنا شمسٌ وفتحٌ لنا قَمَرْ

فأمر بشراءِ الأولى دون الثانية، فقالت: لم رَدَدْتَني؟ فقال: لأنَّ في وجهك نَمَشًا، فقالت: [من السريع]

لم يَسْلَمِ الظَّبيُ على حُسْنِه … يومًا ولا البَدْرُ الذي يُوصَفُ

الظَّبيُ فيه خَنَسٌ بَيِّنٌ … والبدرُ فيه نُكتة تُعرَفُ

فأمر بشراء الأخرى.

[خالد بن أحمد بن خالد]

ابن عمرو، أبو الهَيثم، الذُّهْليُّ.

ولي إمارة مَرْو، وهَرَاة، وبُخارى، وغيرها من بلاد خُراسان، وكان من أهل السُّنَّة، وله آثار مَشهودة، وأمور مَحمودة، وهو الذي نفى البخاريَّ عن بخارى لما قال: لَفْظي بالقرآن مخلوق.

وكان يحبُّ العلماء والحديث، وأنفق في طلب الحديث والعلم ألفَ ألفِ درهم،


(١) في (خ) و (ف): للفتح، والمثبت من "نشوار المحاضرة" ٦/ ١٩٤، و"تاريخ دمشق" ٤/ ٥٩٨.
(٢) في (خ) و (ف): معناه، والمثبت من "نشوار المحاضرة" و"تاريخ دمشق".