للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان الإمام أحمد رحمة الله عليه يقول: ما أخرجتْ خُراسان مثلَ الفتح بن شَخْرف.

قال الفتح: رأيتُ ربَّ العزَّة في منامي، فقال لي: يا فتح، احذر، لا آخذكَ على غِرَّة، [قال]: فتهتُ في الجبال سبع سنين.

[وحكى عنه الخطيب أنَّه] قال: كتبتُ بقَلَمٍ واحد أربعين سنة.

[وقال ابن باكويه:] كتب [الفتح] على باب [داره]: رحم الله ميتًا دخل على هذا الميت فلم يَذْكرِ الموتى عنده إلَّا بالخير.

وقال محمد بن أحمد بن إشكاب: أقام الفتح بن شخرف ثلاثين سنة لم يرفع رأسه إلى السَّماء حياءً من الله تعالى، فرفعه مرَّة ناسيًا فقال: قد طال شوقي إليك، فعجِّل قدومي عليك.

وقال الخطيب (١): أقام [الفتح] ثلاثين سنة لم يأكل الخبز، وكان يُطعِم النَّاسَ الطَّعامَ الطَّيِّبَ.

ذكر وفاته

كان [الفتح] يقول: أعرف رجلًا على عضوٍ من أعضائه مكتوب: لله، والله ما كتبها كاتب.

[حكى الخطيب عن] الجُريريّ قال: لما مات [الفتح] غسَّلتُه، فإذا على فَخِذه الأيمن كتابةٌ بيِّنة: لله، وكان الشِّبلي يصبُّ عليه الماء.

[وقال أبو الحسين بن المنادي:] توفِّي [الفتح] يوم الثلاثاء منتصف شوَّال بداره بالجانب الغربي من بغداد [في دَرْب سليمان بن جعفر حِيال الجسر الأعلى]، ولما خرجوا بجنازته صلِّي عليه ثلاثًا وثلاثين مرَّة، أقلُّ قوم كانوا يصلُّون عليه خمس وعشرون ألفًا إلى ثلاثين ألفًا، ودفن بين المقبرة التي بين باب حَرْب وقُطْرُبُّل.

أسند عن رجاء بن مُرَجّا المَروزيّ وغيره، وروى عنه أحمد بن سليمان النجَّاد وغيره.


(١) في تاريخه ١٤/ ٣٦٨.