للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخرج إلى الجهاد فيُوغل في بلاد الكفَّار السَّنة والسَّنتين وأكثر، فيقتل ويَسبي، وهو صاحب وقعة وادي سَلِيط؛ وهي من الوقائع المشهورة، لم يُعرَف قبلها مثلُها في الأندلس، وللشُّعراء فيها أشعارٌ كثيرة، يقال: إنَّه قتل فيها ثلاث مئة ألف كافر.

وذكره بَقيُّ بن مَخلَد فقال: ما رأيت (١) ولا علمتُ أحدًا من الملوك، ولا سمعتُ أبلغَ لفظًا منه، ولا أفصحَ، ولا أعقل، ذكر يومًا الخلائفَ وصفتَهم وسِيَرهم ومآثرهم بأفصح لسان، فلمَّا وصل إلى نفسه سكت، وكان خيرَهم.

[قال: وقال له رجل: ما أطيب الموت، فقال له محمد: يا أَبْله، وهل أقْعَدَنا هذه القعدة إلَّا الموت. وفي رواية أنَّ الرجل قال: ما أقبح الموت، فردَّ عليه.]

بويع يوم مات والده سنة ثمان وثلاثين ومئتين في أيام المتوكِّل، فأقام واليًا خمسًا وثلاثين سنة، وأمُّه أمُّ ولد، وكان محبًّا للعلماء [وأهلِ العلم].

ولمَّا مات ولي بعده ولدُه المنذر بن محمد، ويقال: إنَّه مات سنة خمس وسبعين ومئتين (٢).

[محمد بن يزيد بن ماجه]

أبو عبد الله، الحافظ، القَزْويني، الإمام، صاحب "السُّنن" و"التاريخ" و"التَّفسير"، وهو مولى ربيعة.

ولد سنة تسع (٣) ومئتين، ورحل إلى مكَّة، والكوفة، والبصرة، وبغداد، والشَّام، ومصر، وغيرها، وسمع الكثير، وكان ذا فنون.

توفِّي يوم الاثنين، ودُفن يوم الثلاثاء لستٍّ بقين من رمضان وهو ابن أربع وستين (٤) سنة.


(١) في (خ) و (ف): وقال بقيُّ بن مخلد ما رأيت، والمثبت من (ب).
(٢) "تاريخ الإسلام" ٦/ ٦١٢ - ٦١٣.
(٣) في (خ) و (ف): سبع، والمثبت من "تاريخ دمشق" ٦٥/ ٢٨٩، و"المنتظم" ١٢/ ٢٥٨، و"وفيات الأعيان" ٤/ ٢٧٩، و "تاريخ الإسلام" ٦/ ٦٢٥، و"السير" ١٣/ ٢٧٧.
(٤) في (خ) و (ف): سبعين. والمثبت من المصادر، وهذه الترجمة ليست في (ب).