للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّنة السَّادسة والسَّبعون بعد المئتين

فيها رضي المعتمد على عمرو بن اللَّيث الصَّفَّار، وكتب اسمه على الأعلام والتِّراس والعُدد الَّتي تكون في مجلس الحرب (١) ببغداد، وذلك في المحرَّم.

وفي ربيع الأوَّل خرج الموفَّق إلى الجبل من بغداد يريد أحمدَ بن عبد العزيز بن أبي دُلَف بأصبهان، فتنحَّى له أحمد عن داره بآلتها وفُرُشِها، فنزل فيها الموفَّق، وخرج أحمد بجيشه وعياله عن البلد، وقدم محمد بن أبي السَّاج على الموفَّق هاربًا من خُمارويه بعد وقعات جرت بينهما، وضعُف عنه ابن أبي السَّاج، فخلع عليه الموفَّق وأحسن إليه.

وولي عمرو بن اللَّيث شرطة بغداد.

وفيها انفرج تلٌّ بنهر الصّلح (٢) عند فم الصّلح بالعراق، ويعرف بتلِّ بني شَقيق، عن سبعة أَقْبُر فيها سبعة أبدان صحيحة، والأكفان جُدد تفوح منها رائحة المِسك، وأحدهم شابٌّ له جُمَّةٌ طويلة طريَّة، ولم يتغيَّر منه شيء، وفي خاصرته ضَرْبةٌ، وكانت القبور من حجارة مثل المِسَنّ، وعندهم كتاب لا يُدرى ما فيه.

وفي شوال أمر المعتمد برمي الأعلام والمطارد التي عليها اسمُ عمرو بن اللَّيث، وإسقاط ذِكره، وعزله عن شرطة بغداد.

وحجَّ بالنَّاس هارون بن محمد [الهاشمي]، وكان واليًا على مكَّة والمدينة والطَّائف [والله أعلم].

[فصل] وفيها توفي

بَقيّ بن مَخْلَد بن يزيد

أبو عبد الرَّحمن، الأندلسيُّ، الحافظُ، صاحب الرِّحلة المشهورة والتَّصانيف


(١) في "تاريخ الطبري" ١٠/ ١٦: في مجلس الجسر، وفي "المنتظم" ١٢/ ٢٧٣: مجلس الشرطة.
(٢) في "تاريخ الطبري" ١٢/ ١٦: بنهر الصلة، وفي "المنتظم" ١٢/ ٢٧٣: بنهر الصراة، وفي "الكامل" ٧/ ٤٣٧: تل من نهر البصر.