للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واختلفوا في وفاته؛ فحكى الخطيب (١) عن محمد بن العبَّاس قال: قُرئ على ابن المنادي وأنا أسمع أنَّ ابن قتيبة] مات فجأة؛ صاح صَيحةً عظيمةً سُمِعت من بُعد، ثمَّ أُغمي عليه ومات.

[قال ابن المنادي: أخبرني أبو القاسم الصَّائغ أنَّ ابن قتيبة أكل هَريسة، فأصابته حرارة شديدة، فصاح ثمَّ أُغمي عليه، ومازال يضطرب إلى السَّحر، ثمَّ مات]. وذلك في أوَّل ليلة من رجب [سنة ستٍّ وسبعين ومئتين].

وقال جدِّي في "المنتظم" (٢): قال أهل العلم بالنَّقل: إنَّه مات بالكوفة، ودفن إلى جانب قبر أبي خازم القاضي.

قلت: وهو وهم منهم؛ لأنَّ أبا خازم مات في سنة اثنتين وتسعين ومئتين، بينهما مدَّة طويلة. وقيل: مات ابن قتيبة سنة سبعين ومئتين. وهو وهم أيضًا].

حدَّث عن إسحاق بن راهويه وغيره، وروى عنه ابنُه أحمد وغيره.

وقال الدَّارقطني: كان يميل إلى التَّشبيه (٣)، وكلامُه يدلُّ عليه.

وقال البيهقيُّ: كان يرى رأيَ الكرَّاميَّة.

[فصل وفيها تُوفِّي]

[عبد الملك بن محمد]

ابن عبد الله، أبو قِلابة، الرَّقاشي [البصريّ].

ولد بالبصرة سنة تسعين ومئة، وسكن بغداد إلى حين وفاته، [وكان يُكنى أبا محمد، فكُني بأبي قلابة.

وحكى الخطيب عن أم أبي قلابة] قالت: رأيتُ في المنام كأنِّي وَلدت هُدْهُدًا، فقيل لي: تلدين وَلدًا يُكثر الصلاة، فولدت أبا قلابة، فكان يصلِّي في كل يوم وليلة أربع مئة


(١) في "تاريخه"١١/ ٤١١. وما بين معكوفين من (ب).
(٢) ١٢/ ٢٧٧.
(٣) قال الذهبي في "السير" ١٣/ ٢٩٨: ونقل صاحب "مرآة الزمان" بلا إسناد عن الدارقطني أنه قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه. قلت -يعني الذهبي-: هذا لم يصح، وإن صحَّ عنه، فسحقًا له فما في الدين محاباة.