للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعقوب بن سفيان بن جُوان (١)

أبو يوسف، الفارسيُّ، الفَسَويُّ، صاحب "التاريخ" والتَّصانيف الحسان.

[وذكره الحاكم أبو عبد الله في "تاريخه" وقال: هو] إمام أهل الحديث بفارس، سافر إلى البلاد، ولَقي الشيوخ، [قدم نيسابور وأقام بها سنين، وسمع منه مشايخنا]، وقال: كتبت عن ألف شيخ وأكثر وكلُّهم ثقات.

وقال أبو زُرعة الدِّمشقي: قدم علينا يعقوبُ دمشقَ، ويعجز أهلُ العراق أن يَرَوا مثلَه.

وحكى الحافظ ابن عساكر عن يعقوب بن سفيان قال: كنت أطلب (٢) في رحلتي الحديث، فدخلتُ بلدًا صادفتُ فيه شيخًا احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، فقَلَّتْ نَفقتي، وبعُدْتُ عن أوطاني، [فكنتُ] أُدمِن الكتْبَة ليلًا ونهارًا، فبينا أنا ذات ليلةٍ أنسخ في السِّراج؛ نزل الماء في عينيَ فلم أُبصر شيئًا، فبكيتُ على انقطاعي عن بلدي ووطني، وقلَّة نفقتي، وعلى ما يَفوتُني من العلم، فنمت، فرأيت النبيَّ ﷺ في المنام، فقال لي: يا يعقوب، ما الذي بك؟ فقلت: يا رسول الله، ذهب بصري، وشكوتُ إليه حالي، فقال: اُدْنُ مني، فدنوتُ، فمسح يده على وجهي وعيني كأنَّه يقرأ، فاستيقظتُ، وفتحتُ عينيَّ وإذا بهما على حالهما، فأخذتُ الكتاب وقعدتُ أنسخ في السِّراج.

[واختلفوا في وفاته، فقال أبو سعيد بن يونس:] مات بالبصرة.

وقال [أحمد بن محمود بن صَبيح: مات] ببلده بفَسَا قبل موت أبي حاتم الرَّازي بشهر (٣).

أسند عن خلقٍ كثير منهم هشام بن عمار وغيره، وأخرج له البخاريُّ ومسلم حديثَ عمرو بن عَبَسة في صدر الإسلام (٤).


(١) هذه الترجمة وردت في (ب) في أول سنة (٢٧٨ هـ)، وأضفنا منها هنا ما يأتي بين معكوفين.
(٢) في (خ) و (ف): وقال يعقوب: كنت أطلب، والمثبت من (ب)، وانظر"مختصر تاريخ دمشق" ٢٨/ ٤٥، وما بين حاصرتين منه.
(٣) "مختصر تاريخ دمشق" ٢٨/ ٤٤ - ٤٦، و"تاريخ الإسلام" ٦/ ٦٤١ - ٦٤٢، و"سير أعلام النبلاء" ١٣/ ١٨٠ - ١٨٤. وما بين معكوفين من (ب).
(٤) هذا السياق فيه أكثر من خطأ، فيعقوب بن سفيان لم يرو له البخاري ومسلم، وإنما روى عنه الترمذي =