للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خاقان أبو (١) عبد الله الصّوفي

كان له كرامات، اجتاز بشابٍّ، فقال له ابن فَضْلان الرَّازيُّ وهو جالس به: كان أبي ببغداد، وكان أبوه من الباعة، فدفع إلى خاقان دينارًا، فأخذه ولم يقلْ شيئًا، قال ابن فضلان: فتبعتُه، فاشترى بالدِّينار طعامًا، وحمله إلى مسجد الشُّونيز، فدخل، وإذا بثلاثة من الفقراء جلوس، فألقاه بين أيديهم، وقام يصلّي، فأكلوا، فلمَّا انفتل من صلاته قالوا له: لِمَ لمْ تأكل معنا؟ فقال: كنتُ مشغولًا بشابٍّ ناوَلَني دينارًا، فسألتُ الله أن يُعتِقَه من رقِّ الدُّنيا وقد فعل، قال الشابُّ: فلم أتمالك أن قعدتُ بين يديه وقلت: صدقتَ يا أستاذ، وخرج الشابُّ عن الدُّنيا.

محمد بن المُظَفَّر

ابن موسى بن عيسى، أبو الحسين، البزاز، الحافظ.

رحل إلى الأمصار، وبرع في علم الحديث ومعرفة الرجال، وتوفِّي في جمادى الأولى ببغداد.

سمع الطَّبريَّ وغيرَه، وروى عنه الدَّارقطني وغيرُه، واتَّفقوا على فضله وصدقه وثقته (٢).

فصل وفي الرّواة محمد بن المظفّر جماعة؛ فمنهم: محمد بن المظفّر بن عبد الله، أبو الحسن، البغداديّ، المعدَّل.

حكى عن جعفر الخالدي، عن الجنيد أنَّه قال: اطِّراح هذا العالم من المروءة، والاستئناس بهم حجاب عن الله، والطمع فيهم فقر الدُّنيا والآخرة.

وقال الخطيب: أنشدنا لغيره، وقيل: هما لهلال بن العلاء الباهليّ: [من الطويل]

سَيَبْلَى لسانٌ كان يعرف لفظَهُ … فيا ليته في وقْفَةِ العَرْض يَسْلَمُ


(١) في (خ): بن، والمثبت من "حلية الأولياء" ١٠/ ٣٣١، و"تاريخ بغداد"٩/ ٣٠٧، و"المنتظم" ١٢/ ٣٢٩.
(٢) "تاريخ بغداد" ٤/ ٤٢٦ - ٤٢٩، و "المنتظم" ١٤/ ٣٤٢ - ٣٤٣، و"تاريخ الإسلام" ٨/ ٤٧٢ - ٤٧٣. وكلهم ذكروا تاريخ وفاته في سنة تسع وسبعين وثلاث مئة.