للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما تنفعُ الآداب إن لم يكن تُقًى … وما ضرَّ ذا تقوى لسانٌ مُعَجَّم (١)

وقال الخطيب: وأنشدنا أيضًا لأبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصَّابئ: [من السريع]

قد كنتُ للحِدَّةِ من ناظري … أرى السُّها في اللَّيلةِ المُقْمِرَه

فالآن ما أُبصِرُ بدرَ الدُّجى … إلَّا بعينٍ تشتكي الشَّبْكره (٢)

لأنَّني أنظرُ منها وقد … غيَّر منِّي الدَّهرُ ما غيَّره

ومَن طوى السِّتِّين من عُمره … رأى أمورًا فيه مُسْتنكَرَه

وإن تخطَّاها رأى بعدها … من حادثاتِ الدَّهر ما غيَّره

وكانت وفاتُه في جمادى الأولى سنة عشرٍ وأربع مئة، وقد بلغ أربعًا وسبعين سنة (٣).

نَصْر بن أحمد

ابن أسد بن سامان.

[كان سامان] مع أبي مسلم صاحب الدَّعوة، وكان ينتسب إلى الأكاسرة، فمات سامان، وبقي ابنُه أسد مع علي بن عيسى بن ماهان، فولَّاه الرشيد خراسان، وتوفي أسد في ولايته، وخلَّف ابنَه نوحًا، وأحمد، ويحيى، وإلياس، فولي أحمد بن أسد فَرْغانة، ونوح سَمَرْقَنْد، ويحيى الشَّاش وأشْرُوسنة، وإلياس هَراة.

وكان أحمد أحسنَهم سيرة، توفِّي في أيَّام عبد الله بن طاهر، وخلَّف سبع بنين، منهم نصر بن أحمد، فولي ما كان إلى أبيه من سَمَرْقَند والشَّاش وفَرْغانة (٤)، وولَّى أخاه إسماعيل بخارى وأعمالها، وهؤلاء يُسمَّون السَّامانية، وكانوا ملوكًا.

وتوفِّي نصر بسَمَرْقَند في هذه السَّنة، وكان أديبًا، شاعرًا، فاضلًا، ثقة (٥).

* * *


(١) "تاريخ بغداد" ٤/ ٤٢٩ - ٤٣٠.
(٢) الشبكرة: العَشى يكون في العين. "اللسان" (هدبد).
(٣) وتنظر ترجمته أيضًا في "المنتظم" ١٥/ ١٣٧ - ١٣٨، و"تاريخ الإسلام" ٩/ ١٥٨ - ١٥٩.
(٤) كذا في النسخ والمنتظم ١٢/ ٣٣١، والنجوم الزاهرة ٣/ ٨٤، والذي في نهاية الأرب، فصل الدولة السامانية: فلما توفي أحمد بن أسد استخلف ابنه نصرًا على أعماله بسمرقند، فبقي عاملًا عليها إلى آخر الأيام الطاهرية وبعدها إلى أن مضى لسبيله … ، وما بين معكوفين من (ب).