للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها دخل عمرو بن اللَّيث نَيسابور في جمادى الأولى.

وفيها غزا إسماعيل بن أحمد بلادَ التُّرك من وراء النَّهر، وأسر مَلِكها وزوجتَه، وأسر عشرة آلاف [نفس]، وقتل مثلَهم، وأصاب غنائمَ كثيرة، أصاب الفارسَ ألفُ درهم من المغنم.

ومات مَسرور البلخيّ الأمير الذي كان مع الموفَّق في حصار الخبيث.

وفي ذي الحجَّة ورد كتاب من الدَّبِيل أنَّ القمر انكسف في شوَّال لأربع عشرة ليلة [خلت] منه، ثمَّ انجلى في آخر اللَّيل، فأصبحت الدُّنيا مظلمة، ودامت الظُّلمة إلى العصر، فهبَّت ريح سوداء شديدة، فدامت إلى ثلث اللَّيل، فلما كان ثلث الليل زُلْزِلوا، فأصبحوا وقد ذهب ثلث المدينة، فلم ينجُ من منازلها إلَّا قَدْرَ مئة دار، وأنَّهم أخرجوا من تحت الهدم ثلاثين ألفًا إلى تاريخ الكتاب (١)، ثمَّ زُلزلوا بعد ذلك خمس مرَّات، فكان عدَّة من أُخرج من تحت الهدم خمسون ومئة ألف.

وفيها شكا النَّاس إلى المعتضد ما يقاسونه من عَقبة حُلْوان من المشقَّة، فبعث عشرين ألف دينار فأصلحها.

وفيها زاد المعتضد في جامع المنصور، [و] دار المنصور التي كان يَسكنها، وفتح بينهما سبعة عشر طاقًا، وحوَّل المنبر والمحراب إلى مكانه اليوم، وذلك على يد القاضي يوسف بن يعقوب، فبلغت النَّفقة عشرين ألف دينار.

وفيها تمَّ بناء القصر الحسني الذي هو دار الخلافة اليوم، وتحوَّل إليه المعتضد.

وذكره الخطيب (٢) فقال: حدَّثني هلال بن المُحسِّن قال: كانت دار الخِلافة التي على شاطئ دجلة تحت نهر معلَّى قديمًا للحسن بن سهل، فلمَّا توفي صارت لبوران بنت الحسن، فاستنزلها المعتضد عنها، فاستنظرتْه أيَّامًا، ثمَّ رمَّتها وعَمَّرَتْها، وبيَّضَتْها، وفَرَشتها بأجلِّ الفَرْش، وعلَّقت أصنافَ السّتور على أبوابها، وملأت خزائنها (٣) بكلِّ ما يُخدَم به الخلفاءُ، ورتَّبت فيها الخَدَم والجواري، وأمرت المعتضد


(١) في (ب): إلى حين تاريخ هذا الكتاب.
(٢) في تاريخه ١/ ٤١٦، وعنه ابن الجوزي في المنتظم ١٢/ ٣٣٥.
(٣) في (خ): جوانبها. والمثبت من (ب)، وهو الموافق لما في تاريخ بغداد.