للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد سنة تسع وتسعين ومئة، وقيل: سنة مئتين، ونشأ بالبصرة، وسمع الحديث الكثير، وكان فاضلًا، مُفتيًا، فقيهًا على مذهب مالك، وشرح مذهبه ولخَّصه، وصنَّف "المسند" وكُتبًا كثيرة في علوم القرآن، وأقام قاضيًا نيِّفًا وخمسين سنة.

رفع المعتضد إلى عبيد الله بن سليمان يقول: واستوصِ بالشيخين الخيِّرين الفاضلين إسماعيل بن إسحاق الأزديّ وموسى بن إسحاق الخَطْميِّ خيرًا؛ فإنَّهما ممن [إذا] أراد الله بأهل الأرض سوءًا دفع عنهم بدعائهم.

وقال المبرِّد: ماتت أمُّ إسماعيل، فعزَّاه الجِلَّة من النَّاس، فلم يقبل عزاءً، فأنشدته: [من المتقارب]

لَعَمري لئن غال رَيبُ الزَّما … نِ فينا لقد غال نَفْسًا حَبيبَهْ

ولكنَّ عِلمي بما في الثَّوا … بِ عند الرَّزِّيَةِ أَنْسى المُصِيبَةْ

فزال عنه ما كان به.

وكانت وفاته ليلة الأربعاء لثمانٍ بقين من ذي الحجَّة وقتَ صلاة العشاء الآخرة فجأة.

سمع خلقًا كثيرًا منهم عليُّ بن المدينيّ وغيره، وروى عنه عبد الله بن الإمام أحمد وغيرُه، وأجمعوا على صدقه.

[وفيها توفِّي]

خُمارَويه بن أحمد بن طولون

ويقال له: خُمار، وأمُّه أمُّ ولد يقال لها: ميَّاس (١).

ولد بسرَّ من رأى [في] سنة خمس وخمسين ومئتين، وولي بعد أبيه إمرة مصر ودمشق والثُّغور.

[وقد ذكرنا أنَّه التقى بأبي العبَّاس المعتضد في سنة إحدى وسبعين في شوَّال، وانكسر خمارويه، ويقال: إنَّه دخل مصر على حمار، وإنَّ سعدًا الأعسر خرج من الكمين على أبي العباس فهزمه، وأنَّه زوج المعتضد ابنته قطر الندى على يد ابن الجصَّاص، وبعث معها بالأموال والتُّحف والجواهر.


(١) في (ف): أمناس.