للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: [من الطويل]

لِمَا تُوعد الدُّنيا به من صُروفِها … يكون بُكاءُ الطِّفلِ ساعةَ يُولَدُ

وإلَّا فما يُبكيه منها وإنَّها … لَأَفْسَحُ ممَّا كان فيه وأرغَدُ (١)

أخذ هذا المعنى بعض المتأخِّرين فقال: [من الطويل]

لِمَا توعد الدُّنيا به من شُرورها … يكون بكاءُ الطِّفل ساعةَ يُوْضَعُ

وإلَّا فما يُبكيه منها وإنَّها … لأفسحُ ممَّا كان فيه وأوسعُ

وقال في ابنٍ لعيسى بن منصور وكان شحيحًا: [من المتقارب]:

يُقَتِّرُ عيسى على نَفسِهِ … وليس بباقٍ ولا خالد

فلو يستطيعُ لتَقْتِيرِه … تنفَّسَ من مِنْخَرٍ واحدِ (٢)

وقال وقد نزل في سفينة، فرأى أبا رِياح على دار ابن طاهر والشُّرفات: [من الوافر]

ترى شُرُفاتها مثلَ العَذَارى … خَرَجْنَ لنُزهَةٍ فقَعَدْنَ صَفَّا

عليهنَّ الرَّقيبُ أبو رياحٍ … فليس لخوفه يُبْدينَ حَرْفا (٣)

وقال: [من الطويل]

إذا ما مدحتَ الباخِلين فإنَّما … تُذَكِّرُهم ما في سِواهم من الفَضْلِ

وتُهدي لهم غمًّا طويلًا وحَسْرةً … فإنْ مَنعوا منك النَّوال فبالعَدْلِ (٤)

وقال: [من الطويل]

تَخَذْتُكُمُ حِصنًا حَصينًا لتَدْفَعوا … نِبال العِدا عنِّي فكنتم نِصالها

وقد كنتُ أرجو منكمُ خيرَ ناصرٍ … على حين غَدْراتِ اليمين شِمالها

فإن أنتُمُ لم تَحفظوا لي مَوَدَّتي … ذِمامًا فكونوا لا عليها ولا لَها

قِفوا مَوْقِفَ المَعْذورِ عنِّي بمَعْزِلٍ … وخلُّوا نِبالي والعِدا ونِبالها (٥)


(١) ديوانه ٢/ ٥٨٦.
(٢) البيتان في ديوانه ٢/ ٦٤١، وذكرها أيضًا الخطيب في تاريخه ١٣/ ٤٧٤ - ٤٧٥.
(٣) ذكر هذين البيتين الخطيب في تاريخه، ولم نقف عليهما في ديوان ابن الرومي.
(٤) المنتظم ١٢/ ٣٦٤، وديوانه ٥/ ٢٠٢٢٥.
(٥) المنتظم ١٢/ ٣٦٦، وديوانه ٥/ ١٩١١.