للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الخامسة والثمانون بعد المئتين]

فيها في يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المُحرَّم قطع صالحُ بن مُدرِك الطَّائيُّ في جماعةٍ من طَيِّئ على الحاجِّ الطَّريقَ بالأجفُر، فأخذوا من الأموال والمماليك والنِّساء الحرائر ما تبلغ قيمتُه ألفا ألف دينار.

وفي المحرَّم ولَّى المعتضد عَمْرَو بنَ الليث ما وراء جَيحون، وعزل إسماعيل بنَ أحمد عنها.

وفي صفر قدم برأس أبي ليلى بن عبد العزيز بن أبي دُلَف، فاستوهبه من المعتضد أخوه عمر، فوهبه له، فدفنه.

وفي ربيع الأول هبَّت بنواحي الكوفة ريحٌ صفراءُ عامَّةَ نهار الأحد لعشرٍ بَقين من ربيع الأوَّل إلى المغرب، ثمّ استحالت سوداء ومطرت السَّماء عقيب ذلك مطرًا شديدًا، برُعودٍ هائلة، وبُروق متَّصلة، ثمَّ سكنت، ومُطرت قرية تُعرف بأحمداباذ بحجارة بيض وسُود.

وفي يوم الجمعة لخمسٍ بقين منه هبَّت بالبصرة ريخ صفراء، ثمّ صارت خضراء، ثمَّ سوداء، ثمَّ امتدَّت في الأمصار (١)، ووقع عَقيبها بَرَدٌ وزنُ البَرَدة مئةٌ وخمسون درهمًا، وقَلَعت الرِّيحُ من تلك النَّواحي ستَّ مئة نخلة [من نهر معقل مئة، ومن نهر الحسين خمس مئة].

وفي جمادى الأولى توفِّي بكر بن عبد العزيز بن أبي دُلَف بطَبَرِسْتان، فأعطى المعتضدُ مَن جاء بالخبر ألفَ دينار.

وفيها ولَّى المعتضدُ ابنَ أبي السَّاج أَرْمينية وأذْرَبيجان، وكان قد غلب عليها، وبعث إليه بخِلع.

وفيها غزا راغبٌ الخادم مولى الموفَّق الرُّومَ في البحر، فأظفره الله بمراكبَ كثيرة،


(١) في تاريخ الطبري ١٠/ ٦٨، والمنتظم ١٢/ ٣٧٨، والكامل ٧/ ٤٩٠: ثم تتابعت الأمطار. والمثبت موافق لما في تاريخ الإسلام ٦/ ٦٥٦.