للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وأمُّه من بني تغلب، وذكره الأئمة، وأثنَوا عليه، ومولده سنة ثمان وتسعين ومئة.

وقال الدارقطنيُّ: إبراهيم الحربيُّ إمام فاضل] مصنِّف عالم بكلِّ شيء، بارع في كلِّ علم، صادق صدوق، كان يُقاس بالإمام أحمد بن حنبل ﵀ في فَضله وزهده ووَرَعه وأصلِه، [وله التَّصانيف الحسان.

وقال الخطيب (١):] كان إمامًا في جميع العلوم، رأسًا في الزهد، عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، حافظًا للحديث، جامعًا للغة، [صنَّف كتبًا كثيرة].

قال: [وقال أبو العبَّاس أحمد بن يحيى] ثعلب: ما فَقدتُ إبراهيم الحربيَّ من مجلس نحوٍ أو لغة خمسين سنة.

[قال الخطيب:] وسُئل لِمَ سمِّيتَ الحَربيّ وأنت مروزيّ؟ فقال: صحبتُ قومًا من الكَرْخ في طلب الحديث، فسمَّوني الحربيَّ؛ لأنَّ عندهم أنَّ ما جاوز القنطرة العتيقة من الحربيَّة.

[ذكر طرف من أخباره:]

وقال أحمد بن عبد الله بن خالد: سمعتُ إبراهيم (٢) الحربي يقول: أجمع عُقلاءُ كلِّ أمَّةٍ على أنَّه من لم يجرِ مع القَدَر لم يتهنَّأ بعيشه، كان يكون قميصي أنظفَ قميص، وإزاري أوسخ إزار، ما حدَّثتُ نفسي أنَّهما يستويان قطُّ، وكان فَرْدُ عَقِب مَداسي مَقطوعًا، والآخر صحيحًا، وكنت أمشي فيهما، وأدور جانبَي بغداد، ولا أحدِّث نفسي أنني أُصلحهما.

ودامت لي شَقيقةٌ خمسًا وأربعين سنة، ما علم بها أحدٌ من أهلي، ولا زوجتي، ولا بناتي، الرجلُ هو الَّذي يُدخِلُ غَمَّه على نفسه، ولا يَغُمُّ عياله.

قال: وأفنيتُ ثلاثين سنة من عُمُري برغيفين، إن جاءتني بهما أمِّي أو أختي أكلتُ، وإلَّا بتُّ جائعًا عطشان إلى الليلة الآتية، وأفنيتُ ثلاثين سنة من عمري برغيف في اليوم والليلة.


(١) في تاريخه ٦/ ٥٢٣.
(٢) في (ف) و (م ١): وقال الخطيب بإسناده سمعت عن أحمد بن عبد الله بن خالد عن إبراهيم، والمثبت من (خ).