للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن حَوْقل: الحسن المكنَّى بأبي سعيد بن بَهْرام الجنَّابي من أهل جَنَّابة، كان دقَّاقًا، فتعلَّق بدعوة القرامطة من قِبَل عبدان الكاتب صهر حَمدان قرمط، وجعل الدَّعوة إليه بجنَّابة وفارس ونواحي البصرة، وكان حمدان قرمط ينتمي إلى خلفاء مصر وهم يومئذٍ بالمغرب، فأقام أبو سعيد مدَّة، ثمَّ ذُبح في حمَّام كان قد بناه في قصره، ثمَّ خلفه ابنه أبو طاهر سليمان بن الحسن، وهو الذي قتل الحاجَّ، ونزع الحجر الأسود من الكعبة، وفعل ما فعل، حتَّى أهلكه الله تعالى، وسنفصِّل هذه الجُمل بعون الله تعالى.

وفيها جرت واقعةٌ عجيبةٌ بالرِّيِّ ذكرها الخطيب، وقال بإسناده إلى أبي عبد الله محمَّد بن أحمد القاضي (١): حضرتُ مجلسَ القاضي موسى بن إسحاق قاضي الرَّي، فادَّعى وكيلُ امرأةٍ على زوجها صداقها خمس مئة دينار فأنكر، فقال القاضي: البَيِّنة؟ فقال الوكيل: حاضرة، فأحضر شهودًا، فقالوا: لا بدَّ أن يُنظَر إلى المرأة لتتحقَّق الشهادة، فقال الزوج: ولا بد؟ قالوا: ولا بدَّ، فقال الزوج: أيُّها القاضي، اشهد علي أنَّ الخمس مئة دينار في قِبَلي وعندي ولا ينظر هؤلاء إلى امرأتي، فقالت المرأة: فإنَّني أُشهد القاضي أنِّي قد وهبتُ له المهرَ وأبرأتُه منه في الدُّنيا والآخرة، فقال القاضي: يُكتب هذا في مكارم الأخلاق.

[فصل] وحجَّ بالناس محمَّد بن عبد الله بن ترنجة.

وفيها توفي

أحمد بن سَلَمة

ابن عبد الله، أبو الفَضْل البزَّاز، النَّيسابوري، أحدُ الحفَّاظ.

رافق مسلم بن الحجَّاج في رحلته إلى قُتيبة بن سعيد، وسمع من شيوخ مسلم، وجمع المسند الصحيح مثل "صحيح مسلم"، وقدم بغداد فحدَّث بها، وكتب عنه أبو زُرْعَة وغيره، وكانت وفاته في جمادى الآخرة وكان صالحًا صدوقًا (٢).


(١) في (خ): وفيها جرت واقعة بالري، قال أبو عبد الله محمَّد بن أحمد القاضي، والمثبت من (ف م ١)، وانظر تاريخ بغداد ١٥/ ٥٣، والمنتظم ١٢/ ٤٠٢.
(٢) تاريخ بغداد ٥/ ٣٠٢ - ٣٠٤، وسير أعلام النبلاء ١٣/ ٣٧٣، وتاريخ الإِسلام ٦/ ٦٧٤، وهذه الترجمة =