للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأمِّه فأبو سلمة التَّبُوذَكيّ، وكان أحمد بن عمرو ظاهريَّ المذهب، مات بأصبهان (١).

الحسين بن السَّمَيدع

ابن إبراهيم أبو بكر، البَجَلي، الأنطاكيّ.

قدم بغداد وحدَّث بها، وتوفِّي في ذي القَعدة، وكان ثقة، وأنشد لنفسه أو لغيره: [من البسيط]

حتَّى متى أنا مَمْطولٌ بما تَعِدُ … ما للمواعيد فيما بيننا أمَدُ

أزكى المواعيدِ ما كانت مهيَّأةً … لا المَطْلُ فيها ولا التَّسويفُ والنَّكَدُ

فأبْقِ عنديَ للمعروف تفعلُه … شُكرًا تضمَّنه الأعقابُ والأبَدُ (٢)

[محمد بن زيد]

العَلَويّ، صاحب طَبَرِسْتان.

لما بلغه أسْرُ عمرو بن اللَّيث خرج من طبرِستان في جيش كثيف نحو خراسان طامعًا فيها، ظنًّا منه أنَّ إسماعيل بن أحمد لا يتجاوز عمله بما وراء النَّهر، فلمَّا صار إلى سِجِسْتان كتب إليه إسماعيل يقول: قد ولاني أمير المؤمنين خُراسان، فارجع إلى طَبَرِستان ولا تتعرَّض لما ليس لك، فأبى محمَّد، فدعا إسماعيل محمَّد بنَ هارون وكان خليفة لرافع بن هَرثمة في أيَّام ولاية رافع خراسان، فقال له: سِرْ إلى محمَّد بن زيد، وضمَّ إليه جَمعًا كثيرًا من جنده ورجاله.

فسار إليه والتقيا على باب جُرجان، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وكانت الدَّبَرَةُ فيه أولًا على محمَّد بن هارون، ثمَّ رجع عليهم فهزمهم، وقتل من أصحاب العلويِّ خلقًا كثيرًا، وباشر العلويُّ القتال بنفسه، ووقع في رأسه ووجهه ضَرَباتٌ كثيرة، وأَسَر ابنَه هارونُ، وحوى ما كان في عسكره، ثمَّ مات محمَّد بن زيد بعد هذه الواقعة بأيَّام، فدُفن على باب جُرجان، وحُمل ابنُه زيد بن محمَّد إلى إسماعيل بن أحمد، وسار محمَّد بن هارون إلى طَبَرِسْتان (٣).


(١) أخبار أصبهان ١/ ١٠٠ - ١٠١، وتاريخ دمشق ٢/ ٤٨ - ٥٠، والسير ١٣/ ٤٣٠ - ٤٣٩.
(٢) تاريخ بغداد ٨/ ٥٨٧ - ٥٨٩، وتاريخ دمشق ٤/ ٦٧١ - ٦٧٢.
(٣) تاريخ الطبري ١٠/ ٨١، والكامل ٧/ ٥٠٤، وتاريخ الإِسلام ٦/ ٨٠٣ - ٨٠٤، والوافي بالوفيات ٣/ ٨١ - ٨٢.