للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة التسعون بعد المئتين]

وفيها (١) في المحرَّم قصد يحيى بن زكرويه القِرمطيُّ الرَّقَّة في جمع كثير، فخرج إليه أصحاب السلطان، فقتل منهم جماعة وانهزم الباقون.

وبعث طُغْج بن جُفّ إلى القرمطيِّ جيشًا عليهم غلام له يقال له: بشير، فواقعهم القرمطيُّ، وقتل بشيرًا، وهزم الجيش.

وفيها خلع المكتفي على أبي الأغَرّ، وبعثه لقتال القرمطيّ في عشرة آلاف.

وفيها حصر القرمطيّ دمشق وفيها طغج بن جُفّ، فعجز عن مقاومته.

وفيها خرج المكتفي من بغداد يريد سُرَّ من رأى لينتقلَ إليها في جمادى الآخرة، وعزم على ذلك، فصرفه الوزير وقال: نحتاج إلى غرامات كبيرة، فعاد إلى بغداد.

وفيها قتل يحيى بن زكرويه على باب دمشق -وسنذكره إن شاء الله تعالى- وأقاموا مقامه أخاه الحسين بن زكرويه، وبلغ المكتفي فوجَّه العساكر لقتال القرمطيِّ، وكان المصريُّون قد كتبوا إلى المكتفي يشكون ما يلاقونه من ابن زكرويه صاحبِ السّلعة، وأنَّه قد سفك الدِّماء، وما لقوا من أخيه قبلَه، فعسكر المكتفي بباب الشمَّاسية، ثمَّ شخص عن بغداد إلى الموصل لتسعٍ خلون من رمضان.

وللنصف منه ورد أبو الأغرّ في جيوشه إلى حلب، فنزل قريبًا منها بوادٍ يقال له: بُطْنان، ونزل أصحابه، وكان يومًا شديد الحرّ، فنزع أصحابُه ثيابهم وجعلوا يتبرّدون، فكبسهم صاحب الشامة القرمطيّ، فقتل منهم خلقًا كثيرًا، وأفلت أبو الأغرّ إلى حلب في نحو من أَلْف رجل، وقيل: تسعة آلاف، وجاء القرمطيّ إلى باب حلب، فحاربه أبو الأغرّ بمن بقي معه من أصحابه وأهل البلد، فانصرفوا بما أخذوا من عسكره من الأموال والسلاح والكراع وغيره.

ووصل المكتفي إلى الرَّقَّة، فأقام يُسَرّح الجيوشَ إلى القرمطيّ جيشًا بعد جيش.

وفي رمضان وصل القرمطيّ إلى دمشق، فخرج إليه بدر الحماميُّ صاحب ابن


(١) من هنا إلى قوله: وحج بالنَّاس الفضل … ليس في (ف) و (م ١).