للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قدم بغداد بدر الحماميُّ الحاكم على مصر والشَّام، وهو الذي قتل القرمطيَّ، فتلقَّاه أرباب الدَّولة، وخُلع عليه وعلى ابنه (١)، وطُوِّق بدر وسُوِّر، وقيِّدت بين يديه خيلُ الخليفة جنائبَ، وحمل إليه مئةُ أَلْف درهم.

وجهَّز المكتفي فاتكًا مولى المعتضد لمحاربة الخَلَنْجيِّ، وضمَّ إليه بدرًا الحماميَّ، وأمره أن لا يخالف بدرًا، وجهَّزه في جيش كثيف، فخرجا من بغداد في شوَّال.

وفيها وافت بغداد هديَّةُ إسماعيل بن أَحْمد والي خراسان، فكان فيها ثلاث مئة جمل، عليها صناديق فيها المسكُ والعنبرُ والثِّياب [من] كلِّ لون، ومئةُ غلام وغيرُ ذلك.

وتوفِّي القاضي أبو خازم، فنُقل أبو عمر محمَّد بن يوسف من مدينة المنصور إلى قضاء الشرقيَّة، وقلِّد عبد الله بن عليّ بنِ أبي الشَّوارب قضاءَ مدينة المنصور.

وقَدِم طُغْج وجماعةٌ من الشَّاميين والمصريين فخلع عليهم المكتفي وأنزلهم.

وفي ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلةً خلت من رجب، ولتسع عشرة من أيَّار طلع كوكب الذَّنَب في الجوزاء، وكان له طول عظيم دقيق (٢).

وحجَّ بالنَّاس الفضل بن عبد الملك الهاشميُّ.

[فصل] وفيها تُوفِّي

إبراهيم بنُ عبد الله

ابن مسلم، أبو مسلم، الكُجِّيُّ (٣) البَصْريُّ.

ولد سنة مئتين، ورحل وسمع الكثير، وكان حافظًا متقنًا.

[قال الخَطيب:] قدم بغداد، فكان يُملي برَحْبةِ غسَّان، ويُملي على سبعة، كل واحد منهم يبلِّغُ الذي يليه، ويكتب النَّاسُ عنه قيامًا بأيديهم المحابر، ومُسِحَ المكان الذي


(١) في (خ): ابنيه، وفي (ف): أَبيه، والمثبت من (م ١)، وهو الموافق لما في النجوم الزاهرة ٣/ ١٥٦.
(٢) في المنتظم ١٣/ ٣٣: وطلع كوكب الذنب وقت المغرب لعشر خلون من رجب في آخر برج الحوت، وفي الكامل ٧/ ٥٣٧: في العشرين من أيار طلع كوكب له ذنب عظيم جدًّا في برج الجوزاء.
(٣) بعدها في (ف) و (م ١): ويقال الليثيّ. وهو تحريف عن الكشي، انظر ترجمته في تاريخ بغداد ٧/ ٣٧، والمنتظم ١٣/ ٣٤، وتاريخ الإِسلام ٦/ ٩١١، والكامل ٧/ ٥٣٧.