للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمَّ أرسلنا إليهم نطلبُ أموالنا وأهلنا وحُرَمنا، فمنعونا إيَّاها، وعَزموا على حربنا والبغي علينا، فحاكمناهم إلى الله تعالى، وقد قال: "ومن بغي عليه لينصرنَّه الله" (١) فنصرنَا الله عليهم، وأمَّا ما ادُّعي علينا من الكفر وتركِ الصلوات، فنحنُ تائبون مؤمنونَ بالله. وذكر كلامًا طويلًا، فكتب الوزبرُ لهم كتابًا يَعِدُهم فيه الإحسان (٢).

وفيها جرت بين ابن جصَّاص وإبراهيم بن أحمد المَاذرائي مُنازعة (٣)، فنسبه ابنُ الجصَّاص إلى شيء، فقال الماذرائي: عليَّ مئةُ ألف دينار من مالي صدقةً إن كان ما قلتَ صحيحًا، فقال ابنُ الجصَّاص: فعليّ قفيزُ مال صدقةً لقد أبطلتَ في يمينك، فقال له المَاذرائي: أنتَ من جهلك لا تعلمُ أنَّ مئةَ ألف دينار أكثر من قفيز، فاعتبر الحاضرون قولَهما، فكان القفيزُ ستَّةً وتسعينَ ألف دينار [، فكانت المئة ألف دينار تزيدُ على القفيز بأربعة آلاف دينار] (٤).

وفيها سار العَلَويُّ صاحبُ إفريقية جذ الخلفاء المصريين يريد مصر في نيّفٍ وأربعين ألفًا من البَرْبر في البر والبحر، ونزلَ لِبْدَة، وهي من الإسكندرية على أربعة مراحل، [وهذا قول ثابت بن سنان] (٥)، وكان بمصر تكين الخاصّة، ففجَّر النيل، فحال بين العلوي ومصر، وولَّى المقتدرُ مصرَ أبا عليّ الحسين بن أحمد، وأبا بكر محمد بن علي الماذرائيين، وأضاف إليهما جندَ فلسطين ودمشق، فساروا إلى مصر، وكانت بينهما وبين العلويين وقعات، وعادَ العلويُّ إلى بَرْقة، وأقام الماذرائيُّ بمصر.

وولى المقتدر أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بسطام حمص والعواصم وقِنسرين، وولَّى وصيفًا التركيَّ البكتمري آمِد وصُمَيْصات، وولَّى يمن (٦) الطولوني الموصل (٧).

وحجَّ بالناس الفضل بن عبد الملك.


(١) كذا، وتام الآية: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ﴾ [الحج: ٦٠].
(٢) من قوله: وفي رمضان ورد الخبر بأن خادمًا … إلى هنا ليس في (ف) و (م ١).
(٣) بعدها في (خ): نفيسة.
(٤) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١). انظر الخبر في ما لم ينشر من أوراق الصولي ص ٩٥.
(٥) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١).
(٦) في (خ): ابن. والمثبت من الكامل ٨/ ٧٦.
(٧) من قوله: وولى المقتدر أبا القاسم … إلى هنا. ليس في (ف) و (م ١).