للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: شغلَه عنه الموت، ولم يجهِّز إليه المقتدرُ أحدًا، وكان بهجر من ناحية البرّيَّة. وقتله خادمٌ صَقْلَبيٌّ في الحمَّام، أراده على الفاحشة.

وقال ثابت بن سنان: وردَ الخبرُ من البصرة لتسعٍ بقين من رمضان بأنَّ خادمًا لأبي سعيد قتلَه في الحمام، ثمَّ خرج بعد قتله فدعا رجلًا من رؤساء أصحابه، وقال: السيّدُ يستدعيك، فلمَّا دخل قتلَه، وما زال يفعلُ ذلك بواحدٍ واحد حتى قتل أربعة من رؤسائهم، ثمَّ دعا بالخامس، فلما رأى القتل صاح واطَّلع النساء، فصِحْنَ، واجتمعُوا على الخادم فقتلوه.

وكان أبو سعيد قد عهدَ إلى ابنه سعيد، فلم يضطلع بالأمر، فغلبهُ عليه أخوه الأصغر سليمان بن الحسن، وكنيتُه أبو طاهر، واسم أمه فرحة (١).

[فصل وفيها توفي]

حَمدَويه بن أسد (٢)

الدِّمَشْقي، المُعَلِّم.

كان من الأبدال، [وذكره الحافظ ابن عساكر وقال: كان] (٣) مُجابَ الدَّعوة، أقام بغارٍ في قاسيون إحدى عشرة سنة لم يكلِّم أحدًا، وكان يخرجُ إلى صلاة الجمعة (٤)، وكانت تفتحُ له أبواب المدينة والدروب والمساجد، وأقامَ خمسين سنة ما استند ولا مدَّ رجله بين يدي الله تعالى هَيبة له (٥).

[قال الحافظ:] وجاءه رجلٌ فقال: بلغني أنَّ الخضر يأتي إليك، وأريد أن تجمعَ بيننا، فقال: حتى أشاورَه، فلما جاءه الخضر أخبره، فقال: قل له يقعد [عند] خزانةِ الزَّيت بجامع دمشق، فأخبر الرجل، فقعدَ عندها، فلم ير أحدًا، فجاء [الرجل] إلى


(١) هذه الترجمة لم ترد في (ف) و (م ١).
(٢) كذا في (خ) و (ف) و (م ١). واسمه -كما في تاريخ دمشق ٦٠/ ١٥٨ - : محمد بن أحمد بن سيد حمدويه.
(٣) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١).
(٤) تاريخ دمشق ٦٠/ ١٦٠.
(٥) في (ف) و (م ١): حياءً من الله وهيبة له.