للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر وفاته:

حكى الخطيب بإسناده إلى] عثمان بن السِّندي قال: قال لي أبو العباس بن سُرَيج في علّته التي مات فيها: أُريت البارحة في المنام كأن قائلًا يقول: هذا ربك تعالى يُخاطبك، قال: فسمعت: ﴿مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: ٦٥]، قلت: بالإيمان والتَّصديق، ووقع في قلبي أنَّه يُراد مني زيادة في الجواب، فقلت: بالإيمان والتصديق غير أنا قد أصبنا من هذه الذُّنوب، فقال: أما إني سأغفر لكم.

[وقال بعض الفضلاء: إنما قصد الخطيب بهذا المنام مَدْحَه، وإنما هو تهديد لما أحدث في الإسلام من المسألة، فكأنه يقول: ليس مما جاء به المرسلون ما أتيتَ به، ألا ترى أنَّه أخر عنه الغفران وأحاله على المستقبل؟! ولو كان ما أحدث مرضيًا لقال له: قد غفرت لك، وكذا لو كان ما أتى مما جاء به المرسلون لكان كرّر عليه القول.

قال الخطيب:] وكانت وفاته ببغداد في جمادى الأولى وله سبع وخمسون سنة، ودُفن بسُوَيقة أبي غالب.

[قال الخطيب:] وحدَّث ابن سُرَيج يسيرًا عن [الحسن بن محمد الزَّعْفَراني، وعباس الدوري، و] أبي داود السِّجِسْتاني وغيرهم، وروى عنه سليمان بن أحمد وغيره (١).

[وفيها توفي

[أحمد بن يحيى]

أبو عبد الله، الجَلَّاء، الصُّوفي، وقيل: محمد بن يحيى، [وأحمد أصح].

وهو بغدادي ولكنه انتقل إلى الشام، وأقام بدمشق والرَّمْلة، وهو أحد مشايخ الشام زهدًا وورعًا، وهو أستاذ محمد بن داود الدُّقّي.

ذكر طرف من أخباره:

[قد ذكرنا في ترجمة أبيه يحيى في رواية أبي نعيم عن أحمد أنَّه] قال: قلت لأبي وأمي: أحبُّ أن تَهَباني لله تعالى، فقالا: قد وَهَبناك، قال: فغبتُ عنهما مدة طويلة،


(١) تاريخ بغداد ٥/ ٤٧١ - ٤٧٢، وما بين معكوفين من (ف) و (م ١).