للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فزجَرْتُ الطَّبيبَ لَمْحًا بعيني … ثم ناجيتُه بحقّ الصَّليب

لا تقل لَوعة الهوى قتلتْه … فينالون بالدُّعاء حبيبي (١)

محمد بن خَلَف

ابن حيّان بن صَدَقة، أبو بكر، القاضي، الضَّبِّي، ويعرف بوَكيع.

كان عالمًا، فاضلًا، نبيلًا، فصيحًا، عارفًا بالسير وأيام الناس وأخبارهم، وله تصانيف كثيرة في أخبار القضاة، وعدد آيات القرآن، والرَّمي، والنِّصال، والمَكاييل والمَوازين، وكتاب الطريق، وكتاب الشريف.

وكان يتقلَّد القضاء بالأهواز وكُوَرها، وكان العلماء يعترفون له بالفضل؛ قيل لابن مجاهد: ألا تُصنّف كتابًا في العدد؟ فقال: قد كفانا ذلك وكيع.

توفي في ربيع الأول. حدّث عن الزبير بن بكَّار وغيره، وروى عنه أحمد بن كامل وغيره، وكان يسكن بدَرْب أمّ حكيم ببغداد.

وأنشد لنفسه: [من الطويل]

إذا ما غَدتْ طَلّابة العلم تبتغي … من العلم يومًا ما يُخلَّد في الكُتْب

غدوتُ بتَشميرٍ وجِدِّ عليهم … ومَحبرتي أذني ودَفْتَرُها قلبي (٢)

[وفيها توفي]

أبو نَصْر المُحبّ

من كبار مشايخ الصوفية، كان جوادًا سَمْحًا زاهدًا عابدًا صاحب مروءة.

[حكى الخطيب عن أبي] العباس بن مَسْروق قال: اجتزتُ أنا وأبو نصر بالكَرْخ، وعليه إزارٌ له قيمة، فإذا بسائل يقول: شفيعي إليكم محمد ، فشق أبو نصر إزارَه، وأعطى نصفه للسائل، ومشى خطوات ثم قال: هذا نَذالة، ورجع فأعطاه النصف الباقي (٣).


(١) تاريخ بغداد ١١/ ١٠٤، وما بين معكوفين منه.
(٢) تاريخ بغداد ٣/ ١٢٦، والمنتظم ١٣/ ١٨٦، والسير ١٤/ ٢٣٧.
(٣) بعدها في (ف، م): والحمد لله وحده وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآله وصحبه وسلم. وانظر ترجمة المحب في تاريخ بغداد ١٦/ ٦٠٣، والمنتظم ١٣/ ١٨٧.