للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة التاسعة وثلاث مئة]

فيها وصل جيش عُبيد الله صاحب المغرب إلى مصر، والتقاه مؤنس فردّه إلى بَرْقَة، وعاد إلى بغداد فخلع عليه المقتدر، ولقّبه بالمُظَفَّر، وقيل: إن هذا كان في السنة الماضية.

وجرى بين أبي جعفر الطَّبَري صاحب التاريخ وبين الحَنابلة كلام، فحضر أبو جعفر عند علي بن عيسى في داره لمناظرتهم فلم يحضروا.

وكان أمر حامد قد اضْمَحَلّ، وعزم المقتدر على عزله، فأهدى له بستانًا يقال له: النَّاعورة، بنى له فيه مجالس وزخرفها، وغَرِم عليها مئة ألف دينار، [وعَلَّق على المَجالس السُّتور، وفرشها بالفُرُش الفاخرة، فقبله المقتدر، ووقف أمره.

وفيها قتل الحَلَّاج لما نذكر].

وحجَّ بالناس إسحاق بن عبد الملك بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد (١).

[فصل] وفيها توفي

أحمد بن [محمد بن] سَهْل

ابن عطاء، أبو العباس، الصُّوفي، البغدادي، الأدَمي (٢).

كان من ظِراف المشايخ، له لسان في علم القرآن يختصّ به.

وكان أحد شيوخهم (٣) الموصوفين بالعبادة والاجتهاد وكثرة الدَّرس للقرآن.

وكان ينام من النهار والليل ساعتين، ويختم في كل يوم خَتْمة، وفي رمضان تسعين


(١) في صلة تاريخ الطبري ص ٩٤، وما لم ينشر من أوراق الصولي ص ١٢٨ أن الَّذي أقام الحج أحمد بن العباس.
(٢) في (ف) و (م ١): وفيها توفي أبو العباس بن عطاء الصوفي واسمه أحمد بن سهل بن عطاء الأدمي البغدادي.
والمثبت من (خ)، وكلمة: بن محمد؛ من مصادر ترجمته.
(٣) في (ف) و (م ١): وقال أبو نعيم: كان أحد شيوخهم … وهذا القول للخطيب في تاريخه ٦/ ١٦٤ لا لأبي نعيم.