للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان في بدايته مع أحمد بن طولون بمصر، فولّاه الأعمال الجليلة، ومات أحمد، فأقام عند ابنه خُمارَويه، ولمَّا حاصر القِرْمِطيُّ دمشق في خلافة المكتفي، كان بها طُغْج [بن جُفّ الفَرْغاني] من قِبَل ابن طولون، جهَّز ابنُ خمارويه بدرًا [الحَمامي] في العساكر إلى دمشق مَدَدًا لطُغْج [بن جُفّ]، فلقي بدرٌ القرمطيَّ على كُناكِر من حَوران فقتله، ثم انصرف بدرٌ راجعا إلى مصر، فرُدَّ من الطريق واليًا على دمشق من قبل هارون بن خُمارويه، فقدمها في سنة تسعين ومئتين، فلما قتل هارون بن خمارويه قدم العراق -وقد ذكرناه- وقدم أصبهانَ (١) سنةَ ثلاث وثمانين ومئتين لإخراج عمرَ بن عبد العزيز، وقدمها واليا عليها سنةَ خمسٍ وتسعين، فتولَّاها إلى سنة ثلاث مئة.

وكان عادلًا، حسنَ السيرة، مُحبًّا للعلم وأهله، ومنعَ الجندَ أنْ ينزلوا دورَ الناس بأصبهان، وكان يُقرِّب العلماء، ويرفَعُ منهم (٢).

ولما قدم من الشام إلى بغداد ولاه السلطان فارسَ، فأقام بها إلى أنْ مات.

[قال أبو نعيم:] وكان صالحًا مُستجابَ الدعوة، وطالت أيامُه فتمهَّدَت به البلاد، ويقال: إنَّه مات بشِيراز، وحُمِل إلى بغداد.

ووقع يومًا من فرسه، فقال المُعوَّج الأنطاكي: [من البسيط]

لا ذَنْبَ للطِّرْفِ إنْ زَلَّت قوائمُه … وليس يَلحقُهُ من عائبٍ دَنَسُ

حَملتَ بأسًا وجودًا فوقَه وندًى … وليس يَقوى على ذا كلِّه الفَرَسُ

أسند الحديث عن هلال بن العلاء الرَّقِّي وغيره، وروى عنه ابنُه محمد بن بدر الأصبهاني (٣).

ولما مات ولَّى المقتدرُ ابنَه محمدا مكانَه.

[وقال ثابت بن سنان:] مات سنة إحدى عشرةَ وثلاثَ مئة في صفر، [وكان على فارس وكَرْمان،] ودُفن بشيراز، ثم نُبِش وحُمل في تابوت إلى دار السلام.


(١) في (خ): واليًا على دمشق من قبل هارون بن خمارويه، ثم قدم العراق وقدم أصبهان، والمثبت من (ف م ١).
(٢) في (ف م ١): ويرفع منزلتهم.
(٣) من قوله: ووقع يومًا من فرسه … إلى هنا؛ ليس في (ف م ١).